لم يمضِ حوالي شهر على جريمتين بشعتين في شرق وغرب المملكة هزت معها جميع المشاعر الإنسانية، ففي الأحساء أقدمت مواطنة ثلاثينية على نحر ابنة زوجها التي لم تتجاوز السادسة من عمرها، وزادت من وحشيتها بالتخلص من جثمانها في أرض فضاء بجوار إحدى المدارس، ومحاولة دفنها بوحشية قد لا تفعلها بعض الحيوانات، وعلى بعد حوالي 1400 كلم في مكةالمكرمة باتت جريمة المعلم الذي قتل والده وأخته وأصاب أمه في جريمة خلت من جميع معالم الإنسانية، وفي الطائف فجعت المملكة أمس الأول بإقدام شاب عشريني على نحر والديه بآلة حادة في منزلهما، وزاد من فعله المشين قتلهما بسكين وفصل عنق والده وسدد عدة طعنات لوالدته، وهو من أرباب السوابق في تعاطي المخدرات والمسكرات وسبق وأن أُدخل المستشفى لتلقي العلاج نتيجة الاعتلال النفسي الذي كان يعانيه. وأكد استشاري الطب النفسي د. فهد اللحيدان أهمية دور الأسرة في التعامل مع أبنائهم المرضى نفسياً من خلال المتابعة لتناولهم الأدوية النفسية والذهاب إلى الأطباء بشكل منتظم، فكثير من الحالات توقف الأسرة العلاج والذهاب إلى العيادات إذا شعرت بتحسن طفيف في المصاب أو المصابة بالحالة النفسية، ومثل هذه الحالات تؤدي إلى انتكاسات عظيمة وتحدث من خلالها مشاكل لا تعد ولا تحصى وبشكل غير متوقع مثل انتحار أو اعتداء على الآخرين أو غيرها من الحالات الجنائية، ويأتي هذا بسبب توقف المرضى عن تناول العلاج بانتظام، ناصحاً بالتدخل المبكر لعلاج مثل هذه الحالات التي يجب أن تكون متابعتها بشكل مبكر من عمره. وقال د. اللحيدان إن ارتكاب مثل هذه الجرائم يؤكد بأن من يقدم عليها في الغالب مضطرب نفسياً ويعاني من اعتلالات خطيرة، أو تحت تأثير معين من المخدرات. وشدد على أن تكون التوعية مرتفعة بهذا الجانب، خصوصاً وأن كثيرا من الناس لا يدركون بأن هذه المشاكل الكوارثية تنبع من مشاكل نفسية. وكانت شرطة محافظة الطائف قد قبضت، أمس الأول، على شاب في العقد الثاني من العمر إثر إقدامه على قتل والده البالغ من العمر 59 عاماً ووالدته 48 عاماً.