أوضح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح أن الدورة الراهنة لانخفاض اسعار النفط والمستمرة منذ منتصف العام 2014 "تشرف على الانتهاء"، وان اساسيات السوق من ناحية العرض والطلب بدأت تتحسن بشكل ملحوظ. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مساء الأمس مع نظيريه الروسي الكسندر نوفاك الذي تعد بلاده ابرز منتج للنفط من خارج منظمة الدول المصدرة (اوبك) ووزير الطاقة القطري محمد السادة الذي تتولى دولته الرئاسة الحالية للمنظمة. واضاف الفالح "نحن متفائلون من ناحية الاتجاه المستقبلي لاسواق البترول انها ستكون في مستوى تحسن مستمر"، مؤكدا على أن "أوبك" دعت روسيا ومنتجين آخرين من خارج المنظمة، الى اجتماع في وقت لاحق هذا الشهر للبحث عن سبل تعزيز التعاون لاعادة الانتعاش لاسعار النفط، التي شهدت انخفاضا حادا لاكثر من عامين. رئيس «أوبك»: التعافي النفطي أخذ وقتاً.. والتوازن يحتاج إلى الصبر وتفائل وزير الطاقة المهندس خالد الفالح من ناحية الاتجاه المستقبلي لأسواق البترول وأنها ستكون بتحسن مستمر، إذ أن سياسات دول الخلج تكاد تكون متطابقة من ناحية الرؤى والإجراءات التي يجب أن نتخذها، مشيرا إلى الدور الخليجي المؤثر في "أوبك" الذي اتخذ فيه قرار للسعي بخفض سقف الانتاج في "أوبك" عند مستوى يتراوح بين 32.5 إلى 33 مليون برميل خلال الفترة المقبلة بعد نهاية نوفمبر، كما ستستمر دول الخليج بالتعاون الدائم والتنسيق واتخاذ مواقف مشتركة فيها مصلحة لدول المجلس و لدول العالم بشكل عام سواء الدول المنتجة الأخرى أو الدول المستهلكة. وحول الانخفاض الحاد في أسعار البترول قال الفالح: الانخفاض الحاد له أثر أيضا في اقتصاديات الدول المستهلكة، لأنها قللت الطلب من الدول المنتجة للبترول وسببت انكماش بأسعار السلع و أسعار الفائدة وبدأت الدول الصناعية تقلق من انكماش أسعار البترول فالآثار أكبر من توقعاتها، والجميع متفق على ضرورة إعادة انتعاش السوق سواء الدول المنتجة في أوبك أو خارجها أو الدول المستهلكة وأنه يجب التعجيل بهذا الانتعاش و يجب إعادة الثقة في الأسواق. من جانبه قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده تدرس سيناريوهات مختلفة بهدف تثبيت انتاج النفط او تخفيضه عند مستوى معين، موضحا أن إنتاج روسيا في أي اتفاق سيتوقف على "الاتفاق النهائي لأوبك". وأوضح وزير الطاقة الروسي ان الثقة متبادلة بين روسيا والسعودية، وهناك خطوات ومرحلة جديدة للتعاون المشترك بين البلدين. وقال:هناك اتفاقات عديده حصلت بين المملكة وروسيا منها الإتفاق التقني الذي سوف نعمل عليه في الآيام لمقبلة، ومشاريع مشتركة في الطاقة والغاز. وتابع الروسي: كما أن التعاون قائم في مجال تقييم سوق النفط وتنسيق المواقف فيما بيننا، مضيفا أن الروس والخليج متفقين على ضرورة القيام بإجراءات مشتركة من اجل إكساب التوازن للسوق في اقرب وقت من خلال طرح اقتراحات محددة، كونه من الضروري استقرار السوق لدعم الاستثمارات. وأيد نوفاك الإجراءات التي يتم اتخاذها لتوازن السوق، كما انه تم التنسيق مع دول الخليج بخصوص اجتماع 30 نوفمبر. من جهته اعرب وزير الطاقة والصناعة القطري رئيس أوبك الحالي عن اعتقاده "ان المرحلة الصعبة في وجهة نظرنا انتهت ولكن ببطء". وشدد على ان عملية التعافي اخذت وقتا وايضا تحتاج الى وقت لاعادة التوازن ما لم تتضافر جهودنا جميعا ولصالح الجميع، مشددا على الحاجة في "المرحلة القادمة، الاسابيع القادمة"، الى "تكثيف الجهود والاتصالات" لاسيما بين المنتجين الكبار في اوبك وخارجها. واعلن السادة في المؤتمر الصحافي ان اوبك وروسيا ستعقدان اجتماعا الاثنين في الرياض لعرض "النماذج الاقتصادية ما بين العرض والطلب، وسنتبادل الآراء الفنية والاقتصادية"، تمهيدا لاجتماع تقني بين الطرفين في 28 اكتوبر و29 منه في فيينا. من جهة اخرى أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بالمملكة المهندس خالد الفالح على أهمية وثقل دور دول مجلس التعاون اقتصاديا وبالذات في السوق البترولي، موضحا بأن مجموع إنتاج دول المجلس بلغ نحو 18 مليون برميل يوميا، وتمثل دول المجلس اكثر من 20 بالمائة من الانتاج العالمي، وان دور دول المجلس كبير ومؤثر في استقرار السوق، وان دول المجلس تقوم دائما بذلك الدور المسؤول وذلك بالتنسيق والتعاون الوثيق فيما بينها، ومع بقية الدول المنتجة للبترول سواء داخل منظمة الأوبك أو خارجها وبما يحقق مصالح دول المجلس وشعوبها بشكل خاص والصناعة البترولية والاقتصاد العالمي بشكل عام. جاء هذا خلال كلمته في الاجتماع الخامس والثلاثين لوزراء النفط والطاقة بدول مجلس التعاون الخليجي، الذي عقد صباح أمس، وقال الفالح: إن عملنا المشترك يتجاوز اهتمامنا بمتغيرات السوق على المدى القصير والمتوسط، ويركز على مواجهة التحديات والتغيرات الكبرى التي نواجهها على المدى البعيد في مجال الطاقة والمناخ والتجارة الدولية. ألكسندر نوفاك محمد السادة