في صالتك وقد اتخذت وضعية الاسترخاء تتفقد جهازك الصغير، ما الذي يحدث في العالم الان وماذا فاتني؟.. فتلفت انتباهك إحدى حساباتك في برامج التواصل الاجتماعي والذي امتلأ بالمقاطع والإشاعات المشككة كالعادة، وما أن تتصفحها تفاجأ بضعف المحتوى وانحداره يوميا، فمن مهرجين إلى مثقفي الغفلة لمتخصصين من غير شهادات، يملؤون ذاكرتك الرقمية بمقالب الفلفل وإعلانات برغر واستعراض ممتلكات متوارثة.. ففي ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا الواقعية وكونها المصدر الأول للاطلاع للفرد السعودي، تظهر عينات "غريبة" على السطح الاجتماعي لتشكل ثلاثة أقسام: الأول اشتهر بسبب مال والده الذي يستعرض به يوميا أمام العديد من المستضعفين في الأرض، والثاني من يحاول أن يضحك الآخرين ولو كان على حساب أذية نفسه. وأما الأخير فقد نام ليلا "نكرة" ليستيقظ صباحا بطلا لأنه ببساطة تخطى الحدود الحمراء للمجتمع بجملة. قد يختلط مفهوم النجاح والشهرة لدى الكثير، فليس كل ناجح مشهور وهو ما يثير تساؤلك دائما لماذا لم يشتهر؟، وليس كل مشهور ناجح وهو ما تراه للأسف مع كل نقرة على جهازك المحمول لتضيع دقائق وساعات يومك بمشاهدتهم. ما يثير العجب هو تقديمهم في جميع المحافل سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو حتى علمية، فتجدهم بالبرامج التلفزيونية صباحا ومساء يفتون لك بما لا ناقة لهم فيه ولا جمل، وإن لم يحظوا بشرف التلفاز فالعديد من وسائل التواصل تبث سذاجتهم يوميا بما في ذلك استغلال المتابعين وثقتهم لكسب الاموال من خلال الاعلانات العقيمة التي يتردد معها مدح كاذب وتشويق مصطنع، هل نحن فعلا من جعل الحمقى مشاهير أم الموضوع مجرد فقاعة.