تتسارع الاتصالات السياسية في لبنان قبيل انعقاد جلسة الإنتخاب الرئاسية ال45 في 31 الجاري، والتي بات مرجّحا أن يتمّ فيها إنتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. وينشط فريق 8 آذار وتحديدا "حزب الله" في تذليل العقبات التي تعويق لغاية اليوم إنتخاب حليفه وهي منبثقة بأكثريّتها من فريقه السياسي وتحديدا رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، ورئيس "تيّار المردة" النائب سليمان فرنجية الذي لا يزال متشبثا بترشحه للرئاسة والذي يحشد أصوات قوى سياسية مؤيدة له ما يثير بلبلة وقلقا في المعسكر العوني. من جهة ثانية، عاد فريق 14 آذار الى التماسك، وإثر زيارة قام بها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئيس "تيّار المستقبل" سعد الحريري في "بيت الوسط" رشحت أجواء إيجابية عن اللقاء. في هذا الإطار قالت أوساط سياسية في "تيار المستقبل" ل"الرياض" بأنّ " ترشيح الرئيس الحريري لعون ليس لكون الأخير مرشحا ل"حزب الله"، بل لأننا ندرك بأن "حزب الله" ليس من مصلحته إجراء انتخابات رئاسية الآن، وهو يربط الإستحقاق الرئاسي اللبناني بمآل الحرب في سوريا، كذلك يربطها بسلّة إصلاحات دستورية لصالحه وخصوصا لجهة الصلاحيات التنفيذية، وبالتالي وبعد مرور عامين ونصف العام على الفراغ باتت مؤسسات الدولة تتآكل، والوضع الأمني في خطر فضلا عن إمكانية انفراط عقد الدولة اللبنانية ما يفسح المجال الجّدي لكي ينفّذ "حزب الله" مآربه عبر نسف الطائف ووضع دستور جديد لصالحه". تضيف الأوساط:" وبالتالي كانت أولوية "تيار المستقبل" تحرير الرئاسة الأولى من سجن "حزب الله"، و الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس حتى لو كان مرشحا من قبل "حزب الله" لأن رئيس الجمهورية اللبنانية ليس مطلق الحرية في تصرّفه بل هو مقيّد بصلاحيات دستورية وبرأي الكتل النيابية الكبرى، ولا يمكنه التفرّد بقرارات مصيرية فالنظام اللبناني ليس نظاما رئاسيا البتّة ولا يمكن للعماد عون أن يكون في تصرّف "حزب الله" حين يتسلّم رئاسة الجمهورية". من جهة ثانية، رشحت عن الأوساط الدبلوماسية الغربية العاملة في لبنان مناخات غير مطمئنة في ما يخصّ نوايا العماد عون لجهة سلاح "حزب الله" ومشاركة "الحزب" في الحرب السورية ورأيه في التعيينات الأمنية وخصوصا قيادة الجيش اللبناني، فضلا عن دور المؤسسة العسكرية المقبل وعدم إنزلاقها الى تنفيذ رغبات "حزب الله"، بالإضافة الى ملفّ النازحين السوريين وكيفية مقاربته. وقال سفير دولة كبرى ل"الرياض" : لغاية اليوم لم نسمع من العماد عون إلا موقفا واحدا صريحا هو أن رئاسة الجمهورية هي "حق ميثاقي"، لكنّ في بقيّة الأمور لا يزال موقفه مبهما في شأنها بشكل كبير". للتذكير فإن موقفا أميركيا ملتبسا صدر أخيرا عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال فيه: " آمل أن يسير لبنان في إتجاه الإنتخابات الرئاسية، لست متأكدا من نتائج الدّعم لذي يقدّمه الرئيس سعد الحريري، لا أعرف ماذا ستكون النتيجة ولكننا نأمل الى حدّ كبير أن يحلّ المأزق الرئاسي الذي يؤذي لبنان والمنطقة". وتتوجه السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد الى واشنطن اليوم من أجل الإحاطة بموقف الإدارة الأميركية إزاء الموضوع الرئاسي اللبناني.