باتساع رقعة بلدنا الآمن، هناك جنود مجهولون يواصلون الليل بالنهار لتسهيل النقل الجوي مع شركات الطيران، وانجاز سفر جوي آمن للمواطنين والمقيمين والعابرين خلال أجواء الوطن الغالي، مع مراقبة الحدود الجوية والتنسيق مع الأقاليم المجاورة والمحاذية لحدود الوطن. إن الملاحة الجوية وخاصة المراقبة الجوية، تقوم بعمل كبير وانجاز تلو الانجاز في خدمة المسافرين داخل الوطن ومن والى المملكة العربية السعودية، حيث يوجد في المملكة قرابة سبعة وعشرين (27) مطارا مدنيا، والمسؤول عن سلامة الطيران والطائرات في الجو هم قرابة خمسمائة وثمانين (580) مراقبا جويا، يقومون بالفصل بين الطائرات وتحديد الارتفاع والاتجاه والتدخل في سرعة وانسيابية الرحلات، وتقديم المساعدة إذا دعت الحاجة. وينقسم عمل المراقبة الجوية إلى أقسام ثلاثة من أهمها: الأول: برج المراقبة (Tower) وهو من يعطي تصريح الإقلاع والهبوط للرحلات القادمة والمغادرة من والى المطار، وتنسيق الرحلات في محيط المطار ومنع أي تداخل أو تقارب يهدد بوقوع كارثة أو تصادم لا قدر الله. ومن مهامه أيضا منع التعارض بين الطائرات في محيط المطار أو على أرض المطار من المدرج والممرات ومواقف الطائرات، أو تداخل بين الطائرات والدعم الأرضي من معدات أو سيارات أو أشخاص وتقديم المساعدة المطلوبة في أسرع وقت متمشيا مع السلامة والأمن أولا. القسم الثاني: قسم الاقتراب (APP) قسم رادار الاقتراب بعد إقلاع الرحلة من المطار وجعل هناك مسافة آمنة بين الطائرات، مع مراعاة الارتفاع عن سطح البحر وحجم الطائرة وسرعتها داخل ترتيب منظم حسب مقاييس ومعايير منظمة الطيران المدني (ICAO)، وتقديم المعلومات المتاحة والمفيدة لسلامة الرحلات وتقديم الملاحظات والمعلومات المنظمة للرحلات في حالة البحث والإنقاذ عند الحاجة، وتقديم يد العون للمنظمات الأخرى عند الطلب والحاجة. القسم الثالث: مراقبة المنطقة (ACC) وهو المسؤول عن إعطاء التصاريح للارتفاعات والاتجاهات ومراقبة الأجواء والحدود والتنسيق مع مراقبة المناطق المجاورة والحدودية، مستخدمين رادارات حديثة وأجهزة عصرية متماشية مع كثافة الحركة الجوية المتزايدة بشكل كبير ومطرد مع نمو النقل الجوي في المنطقة. وبمناسبة اليوم العالمي للمراقبة الجوية في 20 أكتوبر من كل عام، ادعو بالتوفيق لكل هؤلاء الأبطال في أداء هذا العمل الجبار، ومن نجاح إلى نجاح وتقدم مستمر بتوفيق من الله ثم بدعم حكومتنا الرشيدة.