(1) لا يمكن لكتاب "قواعد العشق الأربعون" وابتسامة مؤلفته الفاتنة "إليف شفق" أن يصنع منك عاشقاً!، ولو قرأته سبع سنين دأباً أو حفظته عن ظهر قلب، سيما إن كان قلبك كالكوز مجخيا، لا يعرف حبا ولا ينكر بغضا!. ولأن الكتابة تصنع الرجل الدقيق، والنقاش يصنع الرجل المستعد، والقراءة تصنع الرجل الكامل، فإن هذا الكمال لا يشمل الثقافة في الأغلب! فثمة قراء، وثمة مثقفون! (2) القراءة تحتاج إلى عينين، والثقافة تحتاج إلى عقل، ومن أظلم ممن توارى خلف "أكمة" التاريخ هروبا من تعريف ل"الثقافة"، وهي قضية تبلغ ثلاثة قرون، لذلك لم تعد بالأمر الشاغل بقدر ما يشغلني "القارئ النهم" الذي يعتقده الناس "مثقفا" لمجرد القراءة، حتى لو كان -رغم المكتبة- لا يمتلك أدوات نقد وتحليل تشي برجل مثقف! (3) القراءة المثقِّفة: تبني الإنسان ليبني نظيره، يتذوق الحياة، ليتواضع، بينما القراءة "الشاحنة" التي لا تنعكس على سلوكيات الإنسان واعتقاداته، ومعرفته، تحوله إلى عارض "كتب"، مستعرض بحفظه، لا يشفي العي، ويميل حيث الريح مالت!، لا يجتبيه جاهل ولا يُلفي لديه مقيلا، وما ذاك إلا لأن القارئ غير المثقف يسكن غيابة "الجهل"، وتلتقطه بعض السيارة، وتغلبه الجموع، وتتنازع أفكاره الناس، ولو رآه "داروين" لأخذ بتلابيبه، واقترب من أذنه وكرر عليه قوله: (أعلى مراحل الثقافة إدراك أن علينا التحكم في أفكارنا)! (5) القراءة تملأ "الدماغ"، والثقافة تُرتب ذلك، وتجعل له تأثيرا على حياة "القارئ" ومن حوله!، القراءة لا تكفي وحدها، بل أن ثمة في الحياة ما يمنح المرء ثقافة أكثر من هذه الكتب، وعلى رأي مصطفى أمين:( رحلة إلى الخارج تساوي قراءة ألف كتاب)! في الحياة: القراءة درع، والثقافة سيف! (6) وكأين من قارئ يحمل الكتب، ويبني مكتبته، ولكنه لا يملك التأثر والتأثير، فها هو جورج بوش الابن القارئ النهم، معدوم الثقافة -حتى السياسية- يقول ذات ليلة: (علِّم طفلا القراءة، وسوف يتمكن من النجاح في اختبار للقراءة!!)(7) الماء وسيلة للحياة، والقراءة وسيلة لحياة كريمة، لا ينافح في هذا لبيب، ولكن المتأمل يدرك أننا بحاجة للقراءة "المثقِّفة" التي يتأثر بها المرء ويؤثِّر، القراءة التي يجد فيها ذوو الألباب نعيما مقيما، لا جحيما كما يزعم "القراء" غير "المثقفون"! (8) أنت ما تقرأه!