قبل بضعة أشهر خلت كان من النادر أن ترى محلاً لصيانة وبيع الجوالات يضم موظفاً سعودياً ،رغم ما فيها من مدخول مادي كبير ومغرٍ ،إلا أن قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية حوّل ما كان يظنه بعض شبابنا بأنه غير ممكن ،أو عيب حوّله إلى ثقافة مجتمع سيجني ثماره اقتصاداً وتجارة وتنمية شاملة. (الرياض) قامت بجولة على محلات الجوالات في مدينتي الهفوف والمبرز بالاحساء مع دخول التطبيق الفعلي لسعودة صيانة وبيع الجولات ،حيث بدا واضحاً الحماسة والرغبة لدى الشباب في الإمساك بالمحلات، مما دفع البعض من محدودي الدخل إلى تشكيل شراكة مع أصدقائهم لفتح محلات ،فيما آخرون تركوا شركات كانوا يعملون فيها برواتب زهيدة ليفتحوا محلات لهم بعدما لاحظوا الفارق بين الاثنين في المدخول المادي ،وكلها خطوات تعكس ما ينتظر هذا النشاط من حراك اقتصادي ممتاز لشبابنا السعودي الراغب للانخراط فيها. مهدي القطيفي "يعمل في صيانة الجوالات منذ ثماني سنوات" اعترف بأن الاقبال ما يزال ضعيفا على صيانة الجوالات ،مستدركاً أن سعودتها ربما تحتاج إلى بعض الوقت للتدريب وكسب الخبرة ،مبدياً تفاؤله بنجاح سعودة محلات بيع وصيانة الجوالات ،كاشفاً عن تزايد الإقبال يوما بعد آخر. وأشار إلى أن 15 % من العمالة الأجنبية من أصحاب المحلات أغلقوا محلاتهم ،فيما عدد آخر قاموا بتغيير نوع النشاط. وضم محمد عبدالحميد المرزوق "يعمل في صيانة وبيع الجوالات منذ 3 أشهر" صوته لمهدي مبيناً أن إحكام قبضة السعوديين على هذا النشاط بحاجة لبعض الوقت ،مطمئناً بأن صيانة الجوالات ليست بتلك الصعوبة، محمد الذي لا يزال يدرس في المرحلة الثانوية وجد العمل في بيع الجوالات أمراً مغرياً الأمر الذي شجعه للدخول فيها إلى جانب دراسته الصباحية. أما أحمد عبدالحميد والذي شارك أشقاءه في فتح المحلات كشف أن مندوبي التسويق لمحلات بيع الجوالات كانوا يمارسون حرباً خفية على المحلات التي يعمل فيها السعوديون لصالح أبناء جلدتهم سواء في الأسعار أو الجودة أو التخفيضات ،مشيداً بقرار السعودة الذي انتشل هذا النشاط من بين يدي الأجانب الذين جنوا ذهباً منها ،وشدد أحمد على أهمية سعودة المندوبين ومسوقي الجوالات وإكسسواراتها لمنع تسلل الأجانب للجوالات بأي طريقة. بدوره قال عبدالله المرزوق بأنه أصبح متمكناً من صيانة الجوالات رغم قصر مدة دخوله في هذا المجال ،ولم يخف ثقته وأشقاؤه في نجاحهم هذا النشاط من اليوم الأول لدخولهم ،ويمتلك المرزوق وأشقاؤه ثلاثة محلات فيما تمتلك شقيقتهم محلاً خاصاً بها. محمد شاهين الحمر "فتح محلا قبل شهرين" أعرب عن تفاؤله وسروره بممارسة النشاط، واعترف الحمر بصعوبة البداية وتجهيز المحل وشراء البضاعة ،وحث وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على تقديم القروض للمقبلين على فتح محلات بيع الجوالات لكلفتها العالية والتي تصل إلى 50 ألف ريال. أما محمد عبدالله فقد كشف عن أن فتح السوق أمام السعوديين هو ما شجعه لفتح محل لبيع وصيانة الجوالات، وبين أن مدخول محله لبيع الجوالات الذي افتتحه قبل شهرين شجعه على تركه للشركة التي كان يعمل فيها، مشدداً على أن العمل في هذا القطاع مغرّ وأرباحها طيبة، ودعا أقرانه من الشباب للانخراط في هذا المجال وإدارة المحل بأنفسهم معرباً عن ثقته في أنهم سيجدون مكاسب جيدة، متمنياً أن يجد هو وأقرانه من الشباب الدعم المادي من الدولة حتى يقفوا على أقدامهم. التوطين خطوة في الاتجاه الاستراتيجي والصحيح يدرس صباحاً ويعمل مساءً