نشر معهد الصحة الوطنية بالولايات المتحدةالأمريكية دراسة للبحث بالمقارنة عن أقوى الاحتياجات المحفزة المؤثرة على السلوك بينت بأن الجوع تفوق على العطش والخوف والوضع الاجتماعي والتوتر أو القلق بكونه واعتباره أقوى محفز ومحرك للسلوك والأفعال والاختيارات والقرارات ليتصدر قائمة الاحتياجات الأكثر دافعية وتأثيراً على السلوك. ويقول الباحثون المشرفون على هذه الدراسة المبنية على نظرية سابقة بحثت عن المؤثرات الغريزية الفطرية للسلوك بشكل عام ومحاولة تصنيفها ضمن أولويات تبدأ بالأهم والأكثر احتياجاً على التوالي لتأتي هذه الدراسة بنتائجها التي أوضحت أن السلوكيات المتصدرة هي العنصر الأساس الفعال والمغير أو المتغلب لسلوكيات وتصرفات قد تكون أخطر وأهم. ومن الأمثلة التي بنيت عليها نتائج هذه الدراسة ما ظهر من التجارب التي أجريت على سلوكيات الفئران في المختبرات وأثبتت بأن تلبية الشعور بالجوع تكون قبل كفاية الحاجة من الشعور بالعطش وقد تدفع إلى التهور والتغلب على سلوك مثل الخوف والتعرض للخطر حتى ولو كانت تبعات وعواقب تلبيته السلبية واضحة جداً وشبه مدركة ومتكررة الحدوث. وشرح المشرفون على الدراسة تفاصيل الدراسة التي أجريت على الفئران في المختبرات حيث تم حرمانهم من الطعام تماماً لمدة 24 ساعة وتسجيل سلوكياتهم الحركية الحاصلة بعد هذه الفترة الزمنية لتكون النتائج بحسب ما أوضحت الدراسة غير متوقعة حين تصرفت الفئران بطريقة عدوانية مع بعضها لحظة توفر الطعام لها بالرغم من وفرته بكمية كافية وأكثر من الحاجة. وعلى الرغم من أن الماء أثناء تنفيذ التجربة على الفئران كان متوفراً في محيطها إلا أنها بعد مضي حوالي نصف المدة توقفت عن شرب الماء وبدأت في النفور عن بعضها اجتماعياً لفترة معينة قبل أن تتحول تصرفاتها للعدوانية التي أظهرت أجهزة القياس العصبية أن سببها قياس معدلات عالية من التوتر والانفعال السريع وخصوصاً بعد انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم. واحتوت التجربة على وسائل خطرة تحول بين الفئران والوصول للطعام ومن مثال ذلك بعض الأمور التي كان من الممكن أن تجعلها تؤذي نفسها وهي تدرك ذلك فطرياً ولكن المدهش أنها تقدمت وسعت للوصول إلى الطعام غير مبالية بتلك العقبات وعواقبها وبالتالي فهذا يثبت أن الشعور بالجوع يطغى على الشعور بالخوف أو قد يصل إلى حد يغيبه عن العقل الواعي. ويأمل العلماء مستقبلاً تطوير أبحاثهم ودراساتهم بمجالات أوسع لتقرير وإثبات النتائج بشكل أعم إدراكاً ويفتح أفاقاً جديداً في تحديد وتعيين آلية المحفزات الرئيسية للسلوك الغريزي الحركي للكائنات الحية بشكل عام وللإنسان بشكل خاص.