اليوم الوطني يعني الكثير والكثير من المعاني، فهو يعني التذكير بما كان وكيف كان الوضع على هذه الأرض قبل توحيدها على يدي الفاتح المؤسس لهذا الوطن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ونحن أبناء هذا الوطن، أعني الشباب خاصة منهم، قد لا نعلم الكثير عن كيف كان الوضع في هذه البلاد قبل توحيدها من حيث الالتزام بتطبيق الشريعة الإسلامية ومدى مكانة الأمن والأمان على الأنفس والأعراض والأموال. وفي 5 شوال من العام 1319ه، قيض الله لهذه البلاد من ينقذها من دركات الظلم والجهل والفقر والمرض، فوكل الله سبحانه هذا الأمر إلى صاحب اليد الطولى والعقل الناضج الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آلِ سعود -رحمه الله-، ليقوم بدور المنقذ لهذه البلاد مما حل بها من الجهل والمرض والفقر، فعزم على استعادة ملك آبائه وأجداده ولم أطرافه بعد تناثرها وتطبيق الشريعة الإسلامية وتثبيت الأمن بهذا الوطن، فحزم أمره وجهز جيشه مستعينا بستين رجلا من أبناء وطنه، فكانت أولى خطواته هي استعادة عاصمة بلاده الرياض بتاريخ 5 شوال 1319ه، فما أن استقر له الوضع فيها حتى خطط للمسير إلى استعادة بقية أجزاء الوطن مدينة بعد أخرى، ومنطقة تلو الثانية حتى اكتمل ضم كافة أجزاء الوطن تحت لواء وولاية واحدة، وتحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وفى اليوم ال17 من جمادى الأولى من عام 1351ه، وذلك اليوم المشهود حيث سمي باليوم الوطني اعتبارا من يوم الخميس ال21 جمادى الأولى 1351ه، والذي يعتبر إعلانا منه رحمه الله بالانتهاء من توحيد الوطن تحت اسم المملكة العربية السعودية. فاتخذ هذا اليوم رمزا لتوحيد الوطن تحت مسمى اليوم الوطني الذي نعيش اليوم ذكراه وسنعيشه بمشيئة الله أعواما وأعواما والوطن بخير وأمان، وهنا يتضح معنى اليوم الوطني حينما تحل ذكراه، غير أن هذا اليوم يذكرنا بتلك الأوضاع المؤلمة التي كانت قبل توحيد الوطن، فهو أيضا يذكرنا بما مر به وطننا منذ توحيده إلى اليوم وما تخلل تلك الأعوام ال86 من تطور وازدهار في كل ميادين الحياة، من علم وصحة وتجارة وتعمير وطرق، وفي مقدمة كل هذا عمارة الحرمين الشريفين وتطويرهما توسعة وإنارة وتبريدا تسهيلا على الحجاج والعمار والزوار، إضافة إلى إرساء الأمن حتى لقد أمن الحجاج على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وليعودوا إلى أهليهم وأوطانهم غانمين سالمين، وقد شهد على ذلك القاصي والداني في وطننا ومن خارجه، وهذا من فضل الله وتوفيقه ومن ثم بجهود المؤسس رحمه الله وبجهود أبنائه البررة من بعده الملوك سعود، فيصل، خالد، فهد ثم عبدالله رحمهم الله، وصولا الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -وفقه الله- وأمد بحياته وأعانه على حمل الأمانة بعون من الله ومن ثم بعون ولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان وفقهم الله وسدد خطاهم. ولذا فالواجب ألا تفوت ذكرى هذا اليوم دون أن نستذكر تلك العبر ونذكر الأبناء بكل ما يحتويه هذا اليوم من معنى ولأجيالنا من بعدنا جيلا بعد آخر، وأن نحرص على حفظ وطننا من كل ما يسيء إليه، ونحافظ على بنيته التحتية وتراثه العريق، وهذا اليوم مناسبة ترسم للأجيال التاريخ الذي سطره المؤسس. وختاما أزجي أحر التهاني والتبريكات لوالدنا خادم الحرمين الشريفين ولولي عهده ولولي ولي عهده بحلول ذكرى ذلك اليوم المبارك، أتم الله على وطننا الأمن والأمان وحفظ ولاة أمورنا وأعز دولتنا وأبناء وطننا من كل مكروه.. وكل عام والوطن وأهله بخير وبالله التوفيق.