لا شيء أشرف من خدمة ضيوف الرحمن، حيث يتجند أهل هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وأمنهم ويحرص كثير من ضيوف الرحمن بعد أداء فريضة الحج على زيارة المدينة والسلام على خير الأنام محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام وكثير من الحجاج لا يراعون آداب زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وحقيقة أنّ زيارة مسجد المصطفى من فضائل الأعمال والصلاة في مسجده ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا"، وروى احمد في مسنده عن عبدالله ابن الزبير قال قال صلى الله عليه وسلم "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، والصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة". ولقد درج المسلمون لزيارة مسجده صلى الله عليه وسلم والصلاة في الروضة الشريفة، التي هي روضة من رياض الجنة، وللأسف من ضيوف الرحمن لا يراعون آداب الزيارة، حيث ينبغي لمن قصد مسجده. أن يكثر من الصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم طول الطريق إلى المدينةالمنورة والى المسجد النبوي وان يدخل المدينة في أدب وخشوع وتواضع، وعلى الزائر أن يجعل وجهه وصدره إليه، وظهره إلى القبلة مبتعدا مترين وثلاثة تأدبا واحتراما وتوقيرا واتباعا، ثم يقول قبالة الرأس والوجه الشريفين السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، ويكفي هذا في السلام، وإن توسع في السلام بذكر بعض أوصافه وأحواله صلى الله عليه وسلم، فلا حرج نحو السلام السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا سيد المرسلين السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا خاتم النبيين، السلام عليك يا نبي الرحمة السلام عليك يا هادي الأمة السلام عليك وعلى أهل بيتك الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وعلى أزواجك الطاهرات أمهات المؤمنين، وجزاك الله أفضل ما جزى رسولاً عن أمته وأشهد آن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك عبده ورسوله وخير من خلقه وانك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت في الله حق جهاده صلوات الله وسلامه عليك في الأولين والآخرين إلى يوم الدين، ثم يتجه عن يمينه قدر ذراع ليكون قبالة أبي بكر رضي الله عنه وليسلم عليه، ثم قدر ذراع يمينا كذلك ليسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ويستحب للزائر أن يكثر من الصلاة في الروضة الشريفة لما تيسر له وفي كل بقعة من المسجد المبارك، وليغتنم هذه الفرصة ليجعل وقته موزعاً بين ذكر الله والثناء عليه بما هو أهله، والدعاء بما ترجو من خيري الدنيا والآخرة والاستغفار وقراءة القرآن. ولا يترك وهو بالمدينة فريضة إلا صلاها مع الجماعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لا ينسى الزائر وهو بالمدينة زيارة مسجد قباء والصلاة فيه، فقد ورد إن زيارته والصلاة فيه كعمرة، ولا ينسى أن يزور البقيع والسلام على من فيه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأولاده، وكذلك الشهداء في أحد الذين جاهدوا أعداء الله.