درج المسلمون على زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم، والصلاة في الروضة الشريفة؛ حيث يدعون الله في تلك البقعة المباركة، التي هي روضة من رياض الجنة، حيث جلس الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأبرار رضوان الله عليهم في تلك الأماكن يتذكر المؤمن يرجع بذاكرته إلى الماضي حيث كان صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في تأسيس هذا الدين العظيم، وإرساء قواعده في تلك الأماكن، وفي مسجده صلى الله عليه وسلم فكثير من ضيوف الرحمن لا يراعون آداب الزيارة، حيث ينبغي لمن قصد مسجده أن يكثر من الصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم طول الطريق إلى المدينةالمنورة وإلى المسجد النبوي، وأن يدخل المدينة في أدب وخشوع وتواضع، وان يستشعر عظمة من هو قادم عليه وجلال منزلته صلى الله عليه وسلم وعند زيارته صلى الله عليه وسلم على الزائر أن يجعل وجهه وصدره إليه، وظهره إلى القبلة مبتعدًا مترين وثلاثة تأدبًا واحترامًا وتوقيرًا واتباعًا، ثم يقول قبالة الرأس والوجه الشريفين السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته، ويكفي هذا في السلام، وان توسع في السلام بذكر بعض أوصافه، وأحواله صلى الله عليه وسلم فلا حرج نحو: السلام عليك يا رسول الله - السلام عليك يا سيد المرسلين - السلام عليك يا خاتم النبيين - السلام عليك يا نبي الرحمة - السلام عليك يا هادي الأمة - السلام عليك وعلى آهل بيتك الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا، وعلى أزواجك الطاهرات أمهات المؤمنين، وجزاك الله أفضل ما جزى رسولاً عن أمته، واشهد أن لا اله إلاّ الله وحده لا شريك له. وأنك عبده ورسوله وخير من خلقه، وأنك بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده صلوات الله وسلامه عليك في الأولين والآخرين إلى يوم الدين، وان كان أحد أوصى الزائر فليقل السلام عليك من فلان ابن فلان - أو السلام من فلانة ابنة فلان، ثم يقرأ قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا)، ثم يتجه عن يمينه قدر ذراع ليكون قبالة أبي بكر -رضي الله عنه- وليسلم عليه، ثم قدر ذراع يمينًا كذلك ليسلم على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. ثم ليدعُ الله ما يحب، وتسأل الله شفاعته صلى الله عليه وسلم لك ولاهلك وإخوانك ووالديك ولمن تحب، وبكل من آمن برسالته ولكاتب هذه السطور رحمكم الله. ثم يكثر من الصلاة في الروضة الشريفة لما تيسر له، وفي كل بقعة من المسجد المبارك، وليغتنم هذه الفرصة ليجعل وقته موزعًا بين ذكر الله والثناء عليه بما هو أهله، والدعاء بما ترجو من خيري الدنيا والآخرة، والاستغفار وقراءة القرآن، ثم لا ينسى الزائر وهو بالمدينة زيارة مسجد قباء والصلاة فيه فقد ورد أن زيارته والصلاة فيه كعمرة ولا ينسى أن يزور البقيع والسلام على من فيه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأولاده، وكذلك الشهداء في أحد الذين جاهدوا أعداء الله وباعوا أنفسهم وأموالهم لله وصدقوا ما عاهدوا الله عليه. أما البدع التي يقوم بها بعض الزائرين لمسجده صلى الله عليه وسلم وكذلك في البقيع فلا تجوز وعلى المسلمين تقوى الله ومعرفة قدر هذه الأماكن العظيمة، واتباع أوامر المصطفى صلى الله عليه وسلم ليعودوا إلى أوطانهم مغفورًا لهم -بإذن الله- بعد أدائهم الركن الخامس ألا وهو الحج، ونحمد الله العظيم أن جعلنا من خدام بيت الله الحرام وهذا تشريف لنا نقوم به في هذه البلاد الطاهرة قبلة المسلمين، وعلى رأسها قائدنا الذي تشرف بمسمى خادم الحرمين. حفظ الله بلادنا، وحفظ قاصدي البيت العتيق، وتقبل منهم وردهم إلى أوطانهم مغفورًا لهم. محمد علي الشريف العجلاني - القنفذة