د. انتصار تعرض بحثها الفائز في جينيف عن السمية الإشعاعية المرأة السعودية كانت وستظل دائماً هي تلك التي تجاوزت بإصرارها وإرادتها كافة العقبات التي حاول المجتمع من قديم أن يضعها أمامها.. امرأة كان لحضورها المحلي وقع القوة، ولحضورها العالمي وقع المفاجأة.. استطاعت أن تستفيد من كل نافذة شرعت لها، ومن كل باب فتحه أمامها ولاة الأمر واحداً بعد واحد.. قالت بكل الطرق وبكافة الوسائل هذه أنا؛ المرأة التي أعطيت خمسة فأنتجت عشرة، أثبت جدارتي في كل موقع وأقدم دليل وطنيتي في كل محفل.. ابنة هذا البلد المعطاء ابنة المملكة العربية السعودية التي اعتزت ببلادها فاعتزت بها البلاد وكرمها العباد وتلقى أنباء صعودها القاصي والداني بتقدير وإعجاب كبيرين.. السفيرة الحقيقية والمتحدثة الرسمية والبرهان المعجز على أن أقل من مئة عام في بلاد تتمتع بالحصافة والثقة والإرادة يمكن أن تغير الظروف وتقلب الموازين وتحول المرأة التي كانت كائناً مستضعفاً مغيباً إلى كيان ذي حضور وقوة يتحلى بالعلم ويترقى في العمل مع احتفاظه بعراقة الجذور وصلابة النشأة. التعاليم الإسلامية والإرث التاريخي العميق والدعم السخي من مؤسسات الدولة.. مصدر إلهام ضيفتنا اليوم هي الباحثة الدكتورة انتصار بنت سليمان السحيباني عضو بهيئة التدريس بجامعة الملك سعود، عرفت ببصماتها الواضحة في المجال البحثي حتى أصبحت من أهم المنجزين في مجال الاختراعات والعلوم البحثية، حققت من خلالها عدة إنجازات دولية في مجال الاختراع القائم على البحث العلمي، وحصل اختراعها الذي قدمته بعنوان «صابغ تبادلات الكرومويتيدات الشقيقة» على جائزتين دوليتين إحداهما الميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي السابع والثلاثين للاختراعات الطبية، كما حصلت على جائزة المنظمة الكورية للتجارة الدولية، والأخرى حصولها على الميدالية الفضية للمعرض الدولي للنساء المخترعات، كما حصلت على جائزة منحة منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لوريال الدولية العلمية للمرأة العربية في دروتها الأولى لعام 2010 ضمن برنامج الزمالة العربية نظير بحثها العلمي في مجال الإشعاعات والتسمم الجيني الذي يهدف إلى تشخيص بعض الأمراض الوراثية، وتسهيل التحليل الوراثي الخلوي، ومعرفة التلوث الوراثي الكيميائي والاشعاعي. مكتبة والدي الثرية والمناقشات العلمية الطويلة معه أثارت في عقلي جمال المعرفة قدمت ثلاثين بحثا علمياً منذ الحصول على الدكتوراه، قبل ثماني سنوات وتدرجت من خلالها في السلم الاكاديمي إلى أن حصلت على درجة الاستاذية في فترة قياسية نسبيا حيث نشرتها بالدوريات المتخصصة، وشاركت ببعضها في المؤتمرات الاقليمية والدولية. وتهتم ضيفتنا حاليا بأبحاث تتعلق بدراسة تأثير بعض المواد الطبيعية وقدرتها على التقليل من آثار السمية الوراثية للإشعاع اضافة الى اكمال عدد من المشاريع البحثية القائمة. كما تسعى ضيفتنا لتعزيز روح الإبداع والابتكار العلمي الذي يرقى بشكل فعال إلى تحقيق مستويات متقدمة، وخدمة المجتمع وفق رؤية تتيح لها المساهمة الجدية في تشكيل مسارات فكرية داعمة للعلوم والمعرفة، ضمن آلية توظف التكنولوجيا الحديثة بكفاءة، وتقدم العديد من الرؤى العلمية التي رفدت الدراسات العلمية والتطبيقية في ميادين مختلفة، فكان من جملة ذلك الصناعات الطبية التي حصلت من خلالها على العديد من جوائز التميز تقديرا لقيمة مجهوداتها العلمية والأكاديمية. أعتز بميداليات التفوق لكن المنح التنافسية تظل الأقرب إلى قلب الباحث الجاد طفولة واعدة "أنا امرأة تشرفت برسالة المواطنة السعودية واجتهدت في مسيرة الابداع ولا زلت اطمح للمواصلة في جميع سبل خدمة الدين والمجتمع والوطن" بهذه العبارة تستهل الدكتورة السحيباني حديثها مع "سعوديات مبدعات " وتضيف: وكان الملهم في هذا الطريق التعاليم الاسلامية العظيمة والارث التاريخي العميق المميز للمرأة السعودية والدعم السخي من مؤسسات الدولة المختلفة النابع من توجيهات رؤية القيادة الحكيمة لأهمية دور المرأة ومساهمتها الحضارية والعلمية. الإنجاز الإبداعي في 2030 لابد أن تدعمه منظومة مؤسسية.. واختيار قادة الدفة من الوطنيين الأكفاء وتمضي قائلة "اظن ان الطفولة اهم المحطات التي اثرت في حياتي فقد كانت مرحلة ثرية بمصادر المعرفة ومنابع الفكر فمكتبة الوالد حفظه الله كانت غنية بالكتب المعرفيه والتسجيلات الصوتية، والمرئية والمراسلات الكتابية الخاصة، بالإضافة الى أنه أتاح لي ساعات من النقاشات العلمية والسياسية والتاريخية الطويلة معه التي اثارت بدورها في العقل روعة البحث وأوجدت في النفس ثقة بمنهجية العلم لتسطر في روح الطفلة أماني صغيرة بحثت لنفسها عن مكان في الواقع بعد سنين الدراسة والعمل المتواصل. ميداليات ومنح تنافسية بقدر اهتمام د. انتصار السحيباني بالميداليات الاستحقاقية التي حصلت عليها بقدر سعادتها واهتمامها اكثر بالمنح التنافسية التي تتيح لها المزيد على درب النجاح والابحاث والابتكارات عن هذا تقول: " لقد فاز اختراعي في مجال الوراثة الخلوية على الميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي، وفاز الاختراع بالميدالية الفضية وبجائزة المنظمة الكورية للاستثمار والتجارة في المعرض الكوري الدولي للنساء المخترعات وكذلك ميدالية الجمعية السعودية لعلوم الحياة. ولكن يظل الاقرب والاعمق لمسيرة الباحث العلمي والاستاذ الجامعي هو الحصول على المنح التنافسية سواء للدعم المادي للبحوث او البرامج التدريبية المتخصصة. ففي مجال الدعم البحثي حصلت على عدد من المنح من عمادة البحث العلمي في جامعة الملك سعود لبرنامج رائد والمجموعات البحثية الدولية والاستاذ الزائر اضافة الى عدد من منح البحوث الاساسية والتطبيقية لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. أما في مجال منح البرامج التدريبية التنافسية البحثية والتعليمية فقد حصلت على الزمالة العربية لبرنامج لوريال – اليونسكو في دورتها العربية الاولى ومنحة ابحاث ما بعد الدكتوراة لبرنامج بي ايه أي سستيمز السعودية بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني ومنحة الجامعة العالمية للعلوم النووية في تقنيات الاشعاع بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنحة الباحثين الطلائع من الاكاديمية القومية الامريكية للعلوم ومنحة برنامج رائدات التعلم الالكتروني في الجامعات السعودية من المركز الوطني للتعلم الالكتروني والتعليم عن بعد. وتضيف "بفضل الله قمت بما يقارب ثلاثين بحثا علميا منذ الحصول على الدكتوراه منذ حوالي ثماني سنوات وتدرجت من خلالها في السلم الاكاديمي الى ان حصلت على درجة الاستاذية في فترة قياسية نسبيا حيث نشرتها بالدوريات المتخصصة وشاركت ببعضها في المؤتمرات الاقليمية والدولية. واهتم حاليا بأبحاث تتعلق بدراسة تأثير بعض المواد الطبيعية وقدرتها على التقليل من اثار السمية الوراثية للإشعاع اضافة الى اكمال عدد من المشاريع البحثية القائمة. واجد ان البحث العلمي الرصين المنضبط بأخلاقيات البحث العلمي المرتكز على دراسة مشاكل وطنية لا يخدم الترقية فقط وان حققها ولكن يسلط الضوء في المجتمع العلمي على بعض من الاحتياجات البحثية التي تتطلب مزيدا من البحث واحيانا يصل بها الى حلول مبتكرة. ولكن الاكيد انه ينتج عنه ادراك مجتمعي ووعي مؤسسي بأهمية المشكلة وضرورة الدعم المتواصل للبحث العلمي فيها. الخدمة المجتمعية للدكتورة السحيباني اهتماماتها العلمية والعملية ايضا وعن هذه الاهتمامات تحدثنا قائلة :" اهتمامي البحثي يشمل السمية الوراثية للعوامل الطبيعية والصناعية المختلفة، إضافة الى رصد التنوع الوراثي المميز للعناصر البيئية في الجزيرة العربية وتطبيقاتها التنموية الوطنية. كما اهتم بتشجيع الفتيات السعوديات على الانخراط في المجال العلمي من خلال المشاركة الفعالة بالأنشطة الاجتماعية في المدارس العامة واسابيع المهنة واحرص على الخدمة المجتمعيه من خلال عضوية عدد من المنظمات والجمعيات العلمية الدولية والمحلية المتخصصة والجمعيات الخيرية. والدافع من ذلك الاجتهاد في اداء امانة الاستخلاف بالأرض حيث توسع مفهوم الاستاذ الجامعي من العناصر الاربعة المحددة لمهام عمله من تقديم تعليم عالٍ حديث وبحث علمي وخدمة مجتمعية ومشاركة في التنمية المستدامة لتصل الى حدود المساهم الفعال في التغيير الاجتماعي والمطور للصورة الذهنية النمطية للمجتمع الذي يعيش فيه من خلال بناء القدوة الحسنة والتأثير القيادي. ولأن الهدف من هذه الاهتمامات ينبع من نية صادقة صافية ولأن المجتمع السعودي عريق في تقديره للعلم والمرأة فقد وجدت علاقة متبادلة من الدعم والعطاء، واطمح الى استمرارية المساهمة بالإرث الانساني العلمي والمشاركة التنافسية على جميع الاصعدة لعكس صورة حقيقية عن بعض انجازات المرأة السعودية.. كما اجد ان انشاء وزارة البحث العلمي مقترح يتوافق مع الضرورة الحيوية بتنظيم البحث العلمي ضمن منظومة تشمل مراكز الابحاث الحكومية والخاصة وتتابع مساهمة القطاع الخاص فيه وتوظيف مخرجاته المعرفية وتوطين التقنية الحديثة. كما اقترح ان يهتم المعنيون بالطاقة الذرية والمتجددة بإنشاء معامل قياسية معيارية للسمية الاشعاعية بناء على ما تقترحه التوصيات الدولية. مخاطر الاشعاع وفي محاولة للاقتراب من تخصص ضيفتنا وربطه بالمجتمع والبيئة من حولنا تحدثنا الدكتورة السحيباني عن الاشعاعات التي تتعرض لها منطقتنا وتأثيرها علينا والجهود العلمية في اكتشافها والحد من تأثيراتها قائلة: ان المادة الوراثية ذات حساسية عالية للإشعاع بأنواعه المختلفة سواء الطبيعية من باطن الارض، والتي قد تسبب التلوث للمياه الجوفية أو الاراضي الزراعية، أو المستخدمة في الاجهزة الحديثة اليومية وفي التشخيص الطبي، والسلاح الحربي او كمصدر للطاقة البديلة. وهذا الاثر الوراثي قد يسبب الكثير من العيوب الكرموسومية التي قد تترك اثارا دائمة أو مؤقتة على صحة الانسان وبيئته المحيطة. وتهتم الابحاث الحديثة المهتمة بالسمية الوراثية للاشعاع بتطبيق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستخدام الفحوص الوراثية المختلفة كمعيار لتحديد مقدار التلوث الاشعاعي في حال حدوثه ليمكن معالجته بطريقة صحيحة. كما تهتم العديد من المنظمات الدولية بوضع سياسات موحدة للتعرض الاشعاعي ولكن يبقي الدور الأهم بالمتابعة والمراقبة من الجهات المختصة اضافة الى نشر الوعي الفردي والثقافة المجتمعيه بالمخاطر من التعرض المفرط للإشعاع. وقد كان للتطور التقني في الفحوص الوراثية في السنوات الاخيرة تأثير كبير على الاكتشافات العلمية في فروع علم الوراثة المختلفة سواء التشخيصية او البحثية او التطبيقية. وتبنت مراكز الابحاث الجامعية والمتخصصة بالمملكة هذه التقنيات لتحقق الكثير من الاكتشافات الوراثية في طبيعة توريث عدد من الامراض الوراثية وقياس السمية الوراثية لكثير من العناصر الطبيعية والصناعية المختلفة. جزء من الرؤية ولأن الدكتورة انتصار السحيباني جزء من مجتمعها فهي كذلك جزء من رؤية الوطن تشارك فيها وتهتم بتفاصيلها وبهذا الصدد تقول: تمتاز رؤية 2030 بالشمولية الكاملة حيث ان المرأة السعودية فيها مواطن مستفيد من تحقيق مجمل اهدافها وان خصتها فقط في رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل الى 30 % فقط. لذا اجد ان المساهمة فيها يجب ان تكون بشمولية مماثلة من عطاء في جميع اهدافها كل في تخصصه الاسري والاجتماعي والعلمي. فلقد واجهت المرأة السعودية كثيرا من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية وتميزت بقدرتها على استيعاب التغير بروح من الطموح والتطلع للمستقبل. واستثمرت المرأة السعودية اهتمام القيادة بها وتقدير المجتمع لها لتحقق في كل انجاز ما تعتبره نقطة بداية فقط في مسيرة قادمة. ولا اجد انزواء عن الابداع بقدر ما تنوعت مجالاته. فبعض عطائها رافقه ظهور اعلامي واحتفاء جماهيري بينما غاب عن غيرها من المجالات ذات الاهتمام دون ان ينتقص من دورها العظيم فيه كالأمومة ورعاية الوالدين ودعم شريك الحياة والمساهمة في التعليم الاساسي للنشء وغيرها من المجالات الابداعية النسائية. وتضيف: تحقيق الانجاز الابداعي يدعمه منظومة مؤسسية متكاملة تحقق الرؤية الطموحة في كل المجالات مع التركيز على أهمية اختيار قادة الدفة من المواطنين الاكفاء لتحقيق هذه الرؤية والانطلاق بها من فكرة طموحة الى واقع مشرف. د. انتصار من قريب تقول الدكتور انتصار: المرأة التنفيذية تبدأ بقرار مسؤول بالتمكين النسائي لمن تملك ارادة شخصية، وقدرات قيادية، وتميزا شخصيا وتكتمل بعملها الجاد لتحقق بذلك الدور التنفيذي المأمول منها والمشرف لها. ومن ناحية أخرى فإن الدكتورة السحيباني تؤمن ان العائلة هي الاساس ولها الاولوية وعن هذا تقول: رافقتني عائلتي بكل افرادها المشوار منذ بداياته بالدعم والتشجيع المستمر. اما ابنائي فقد صار اطفال الامس رفقاء اليوم ومعلمي الحاضر. وتعتبر د انتصار السحيباني أن سبب الارهاب الرئيسي وفقا لما اجمع عليه عدد من الدراسات هو الظلم، وتبرير الجريمة وغياب دور الاسرة الواعية. لذا فان مكافحته – في رأيها - تكون في العدالة الدولية والاجتماعية، وتحقيق الحرية الفكرية واحترام الاختلاف وتعزيز دور الأسرة وتوعيتها بدورها الاجتماعي والوطني. وللدكتورة السحيباني حسابات في مواقع التواصل للمتابعة فقط ما عدا حسابها في اللينكدان الذي تتواصل فيه بشكل كبير مع اصدقاء الخارج والداخل وتطلع من خلاله على مستجدات اعمالهم وطروحاتهم ومن هواياتها السباحة والسفر. السحيباني: الأوليات عند د. انتصار واضحة وإدارتها للوقت أساس التوازن كشف زوج الدكتورة انتصار السحيباني، المهندس علي صالح السحيباني أن من أهم العوامل والسمات الشخصية التي كانت الأكثر تأثيرا على المسيرة المهنية، والتي دفعت الدكتورة انتصار للمواصلة والنجاح؛ احترامها للقيم وإصرارها، وقال: شخصية زوجتي في مسيرتها المهنية وإصرارها ومثابرتها واحترامها للقيم والمبادئ التي يرتكز عليها العلم والعمل. ويعبر عن شعوره الشخصي إزاء مسيرتها العلمية والمهنية قائلا: أنا سعيد بما وصلت له وأفخر بها كزوجة وأم أبنائي بمقدار ما أعتز بمسيرتها المهنية وأجد أن الدعم الأسري كان وسيبقى عطاء متبادلا نابعا من مشاعر الود والاحترام فيما بيننا، مشيدا في الوقت ذاته بقدرتها على الحفاظ على التوازن بين واجباتها الأسرية واستحقاقاتها العلمية قائلا: لم تتأثر حياتها أو واجباتها الشخصية على حياتها العملية فالأوليات عندها واضحة وإدارتها للوقت أساس هذا التوازن الذي حققته بحياتها. مشاركة وتألق في المحافل الدولية خطابها في اليونسكو د. انتصار مرحب بها في المحافل العلمية الدولية د انتصار السحيباني الميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي الزمالة العربية لبرنامج لوريال – اليونسكو د. انتصار ضمن فريق يبحث في الإشعاعات والسمية الوراثية م. علي السحيباني