ليس رقماً إضافياً ولا حدثاً يمرّ بلا تساؤل كيف ومتى؟ الذكرى 86 لمولد وطنٍ لا يشبه غيره من الأوطان وطنٌ يحتضن بين جنباته أشرفَ البقاع على الأرض وطنٌ يعلو فوق هام السّحب وطنٌ يتّجه إليه المسلمون عبادةً وروحاً وتلبية وطنٌ لا يخذلُ مَنْ آواهُ ولا يُفلحُ من عاداه هذه ملامح وطني المملكة، وهذه الذكرى 86 منذ تأسيس المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، دولة عصرية صارت إلى مصاف المراتب الأولى وعضو بارز في هيئة الأممالمتحدة ورائدة للأمة الإسلامية وبيت للعرب. إن المنجَز التنموي للمملكة لا يمكن وصفه إلا أنه معجزة القرن وشاهدٌ على مكانتها بين أقرانها عالمياً. لقد كان الأمن علامةً بارزةً في تاريخ المملكة، ومضرباً للمثل في الاستقرار والأمان الذي تفخر به بلادنا، كيف لا تكون هذه السّمات في وطنٍ يستقبل في كل عام ملايين المعتمرين والحجاج والزائرين وهم يؤدون شعائرهم ومناسكهم وتنقلاتهم بين مدن ومحافظات دولة شبه قارّة في رعاية واهتمام واطمئنان، هي مناسبة عِزّة ومكانة وفخر أن قيّض الله لهذه الأمة مَن يرعى شؤونها ويهتم بمقدساتها ويعمل على البناء والتنمية والمعرفة. تحية إجلال وإكبار وتهنئة لقيادتنا الرشيدة بهذه المناسبة الوطنية في ذكراها ال(86) أرفعها لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "حفظهم الله جميعاً وأدام عزهم"، وإلى أهلي أبناء هذا الوطن الأكبر أبناء وبنات المملكة. ولن ننسى أن لنا رجالاً وأبطالاً في حدِّنا الجنوبي بذلوا ويبذلون أرواحهم في الحفاظ على تراب هذا الوطن وأي فخرٍ في خدمة وحماية وطننا من هذا الشرف العظيم فنسأل الله لهم النصر والتوفيق وأن يربط على قلوبهم وأن يرحم من استشهد منهم ويسكنهم الفردوس الأعلى، كما نسأله جلت قدرته أن يشفي المصاب منهم عاجلاً غير آجل. دام عزُّك يا وطن الخير والعطاء * مدير عام الجوازات