ردّ أستاذ اللغة الإنجليزية بجامعة القصيم د. زيدان علي جاسم على وصف أستاذ اللسانيات د.حمزة المزيني الذي اعتبر بحوثه الأصول العربية للغة الانكليزية واللغات الهندو-الأوروبية "هرطقة ومزاعم فارغة"، حيث اعتبر المزيني أنّ هذا من "أدلجة اللغة"، متحفظاً على توجه د.زيدان لتدريس طلاب اللغة الإنجليزية من خلال هذا النهج. وقال د.زيدان ل"الرياض": "تنطلق أبحاثي من نظرية أسستها أسميتها نظرية جذر الكلمة التي تقوم على ربط الكلمات في اللغات الأوروبية من إنكليزية وفرنسية وألمانيه ولاتينية ويونانية وسنسكريتية أو ما يسمى باللغات الهندو-أوروبية وإرجاعها إلى أصولها العربية، وباختصار تستند النظرية على مبدأ أن اللغات الأوروبية أقرب اللغات إلى اللغة العربية لدرجة أنها لهجات عربية قديمة؛ أي أنها لم تأخذ من العربية ولم تستعر منها لأنها لهجات عربية قديمة تشترك مع العربية في نفس الأصل الذي حفظته العربية كاملاً". وأضاف: تعتمد هذه النظرية على أساس جذر الكلمة الذي بنيت عليه المعاجم العربية الأولى، فمثلا "كتابة" جذرها "كتب" وكلمة (describe,description) مأخوذة من (scribe) (scrb)، وتعتمد هذه النظرية على الحرف الساكن للكلمة وتتجاهل حروف العلة، ثم يجري بعدها تحليل الكلمات على أساس صوتي وصرفي ودلالي ونحوي، وبمعنى آخر، تغطي النظرية كل جوانب اللغة، ولتسهيل البحث قسمت الكلمات إلى أبواب في مواضيع دلالية: مثل الكلمات السياسية، والدينية، واللغوية، والمائية، والحب، والزواج، وهكذا، كما فعل ابن سيده في "المخصص"، وهو أحد علماء العربية في الأندلس، وعند إرجاع الكلمات الانجليزية لأصولها وجذورها العربية أعود إلى جذورها التاريخية في المعاجم الغربية والعربية. وأشار إلى أنّ المعلوم أنّ علماء اللغة في الغرب يرجعون أصول الكلمات الانجليزية إلى اللاتينية أو اليونانية ويقفون عند ذلك ولا يتجاوزونه، مع العلم أن اليونان وبلاد الروم بلدان مجاورة للبلاد العربية؛ إذ لم يكن يفصل بينا وبينهم البحر المتوسط سابقاً، فهذه المنطقة كانت بقعة جغرافية واحدة في الزمن السحيق. وتابع د.زيدان سأوضح طريقتي ومنهجي في البحث من خلال الكلمتين اللتين ذكرهما الكاتب الساخر، وهما كلمة "هاليلويا" (Hallelujah,Alleluia,Halleluiah)، و"ديمقراطية" (democratie,democracy)، وهما كلمتان عربيتان أصلاً وفصلاً، كيف؟ فمثلاً: (Hallelujah) تجد أن معناها في معاجمهم هو "احمدوا الله" كما في العبرية وتقسم إلى ثلاثة أقسام: هلل، واو الجمع، وياء التي يعدونها اختصارا لكلمة الله -عزّ وجل-، وهذا التحليل غير صحيح من نواح: فأولاً لأن العربية تتفق مع العبرية في القسمين الأولين من العبارة (التهليل وواو الجماعة) وثانياً لأنّ اسم الله -عزّ وجل- لا يمكن اختصاره، فإذا كنت مثلاً لا تستطيع اختصار اسم الملك أو الرئيس أو الوزير، فما بالك بالله -عزّ وجل-؟ وعليه فالتحليل الصحيح هو أن (Halle) مقلوبة عن كلمة "الله" -عزّ وجل- بالعربية، (أقرأها من الخلف) و(lu) هي "لا" بالعربية و(jah ) اختصار ودمج ثلاث كلمات عربية قلبت لامها ياء فيها كلها، وهي "إله إلا إياه" كما الحال في اللهجات العربية القديمة وتسمى "الرتة" عند النحاة، وهي قلب اللام ياء بين حرفي علة، ونجدها اليوم كذلك في لهجات جنوب المملكة العربية السعودية، حيث تلفظ كلمة "الله أيا"، والأمر عينه في اللغات الأوربية كما في (million) تلفظ "ميين" بلا لام. وأضاف د.زيدان أنّ كلمة (democracy,democratie) فمأخوذة في معاجمهم عن اللاتينية واليونانية من كلمتين وهما (demo) وتعني "بشر" و(kratia) وتعني "سلطة" وكلتاهما في الأصل عربيتان، كيف؟ فالأولى عن "آدم، آدمي" وجمعها "أوادم" وتعني "البشر" والثانية عن "قدرة" بإعادة ترتيب الحروف وقلب القاف كافا والدال تاء كما في اللهجة الفلسطينية، وهكذا يكون المعنى الكلي للمصطلح "قدرة آدم (الآدمي أو الأوادم)"؛ وهذا يعني "سلطة البشر"، فهل يتعارض هذا التحليل الجذري مع مفهومنا وفهمنا لها؟ أبدا لا، فالنظرية الجذرية إذن صحيحة والتحليل صحيح، وأما المعاجم والدراسات الغربية التي تتبنى ذلك أقل ما يقال فيها أنها لا تعطي سوى نصف الحقيقة والحكاية أو أقل، ولذلك فهي بحاجة إلى تصويب وتصحيح ولا يتأتى ذلك إلا من خلال العربية ومنها وبها، والهدف من أبحاثي كلها هو اظهار قيمة اللغة العربية في الدراسات اللسانية المعاصرة التي تتجاهلها كثيرا حيث اني أرى أن اللغات الأوروبية لا يمكن فهمها ولا تفسير تطورها دون الرجوع إلى اللغة العربية فهي الخيط الناظم للخرز حولها، ولذا، فمن يجادل فليجادل بعلم وهدى وكتاب مبين ولا يكونن أسيرا لنظريات غربية متناقضة ومتضاربة لا تتفق على شيء وتزيد من الضياع والتشتت. وبيّن د.زيدان: "تحليلنا ليس هوى أو تعصباً، بل قائم على التحقق من أصل الكلمة ومعناها ولفظها في المعاجم الغربية، ثم البحث بعد ذلك عن الكلمة الأخت لها في العربية والتي تتفق معها في اللفظ والمعنى، مع أخذ التطورات اللغوية بالحسبان والتي تختلف من لغة إلى أخرى، كما هو مبسوط في كتب تاريخ اللغات، وهكذا فاللغة الانجليزية واللغات الأوروبية كلها لهجات عربية قديمة، تطورت باتجاهات مختلفة فيما بينها ولكن المعنى بشكل عام بقي ثابتاً فيها، والذي يمكن تتبعه كما بيناه". د. زيدان علي جاسم