عدّ أستاذ اللسانيات الدكتور حمزة المزيني القول بأن اللغة العربية الأصلُ الذي تفرعت عنه اللغات القديمة والحديثة كلها مزاعم فارغة. ووصف 52 بحثاً طرحها أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة القصيم زيدان علي جاسم ليثبت أن اللغات كلها قديمها وحديثها لهجات عربية بالهرطقة. وأوضح أن وجه الخطر في طرحه أنه ربما يؤسس لتقليد في الجامعة وعند طلابه لينهجوا منهجه غير العلمي ويؤسس لتوجهات أيديولوجية لا تقيم وزنا لما انتهت إليه الدراسات اللسانية التاريخية المنضبطة في دراسة الصلات النَّسَبية بين اللغات والأُسَر اللغوية. وأورد المزيني شواهد من مقالات وبحوث ليؤكد أن زيدان يضرب في متاهة لا تحددها حدود منهجية ما يؤدي إلى نتائج مضحكة أحيانا، ومثيرة للحنق في أحيان أخرى. وأوضح المزيني ل «عكاظ» أن زيدان تنكب المناهج العلمية في تناول موضوعه وأطلق خياله لربط الصلة بين أية كلمة في لغات أخرى بما يتخيل أن لها أصلها في اللغة العربية. مشيراً إلى أن زيدان بدأ في هذا النهج التخيلي غير العلمي في 2012 وكتب إلى الآن أكثر من 52 مقالا فيه. وقال المزيني «هذه الكثرة في الإنتاج لا تمثل ثراء بحثيا. ذلك أن»أبحاثه«جميعا تتشابه إلا في الأمثلة التي يأتي بها تطبيقا لما يظنه أساسا نظريا. لذلك فأبحاثه جميعا ليست إلا بحثا واحدا يدخل عليه تنويعا مختلفا في كل مرة». وتحفظ المزيني على توجه زيدان لتدريس طلاب اللغة الإنجليزية من خلال هذا النهج الذي يظنه تاريخيا. ما يحيله من مدرس إلى مسوق مزاعم خرافية مؤداها أن الكلمات الإنجليزية التي يتعلمونها عربية الأصل بحسب الطرق الملتوية التي لا يحسن رسمها إلا هو. واستشهد المزيني على ما وصفه (بالعبث الزيداني) بزعمه أن العبارة الدينية المسيحية هاليلولا إنما هي العبارة الإسلامية «لا إله إلاالله» نفسها. وأضاف «يتجرأ زيدان ليترجم ديمو قراطية» على أنها مأخوذة من الكلمة العربية «ديموكراسي» وهي مأخوذة من العبارة العربية «قدرةُ آدم». وتساءل المزيني لمصلحة من عبث زيدان وهرطقته؟ مضيفاً «من الغريب جدا أن تسمح جامعة سعودية لمثل هذا الدكتور أن يدرس فيها». و«عكاظ» بدورها تحفظ حق الرد لجامعة القصيم وللدكتور زيدان علي جاسم.