حذرت واشنطن من ان الغارات الجوية التي استهدفت مساء الاثنين قافلة شاحنات محملة بالمساعدات الانسانية في ريف حلب الغربي مما اسفر عن مقتل 21 شخصا تثير تساؤلات حول رغبة موسكو في محاولة انقاذ الهدنة. وقال مسؤولون اميركيون ان الضربة نفذت من قبل طائرات النظام السوري او حلفائه الروس وعلى موسكو تحمل المسؤولية على كل حال. وأعلن الاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر الثلاثاء ان الغارة اسفرت عن مقتل نحو عشرين مدنيا إضافة إلى موظف في الهلال الأحمر السوري، مشيرا إلى أنهم قتلوا "بينما كانوا يفرغون مساعدات انسانية حيوية من الشاحنات. وقد اتلف القسم الاكبر من المساعدات". وافاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي ان "الولاياتالمتحدة صعقت لدى تلقيها نبأ استهداف القافلة الانسانية بالقرب من حلب " الاثنين. وقال مسؤولون انه لا يمكن ان يكون هناك اي عذر لاستهداف عاملي مساعدات انسانية. وصرح كيربي ان "وجهة هذه القافلة كانت معروفة من قبل النظام السوري والاتحاد الروسي"، مشيرا الى ان "العاملين في ايصال هذه المساعدات قتلوا خلال محاولتهم ايصال المساعدة الى الشعب السوري". وكان كيربي يتحدث في نيويورك حيث يشارك الرئيس باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيري في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال كيربي "في ضوء الانتهاك الفاضح لوقف العمليات العدائية سنعيد النظر في آفاق التعاون مع روسيا"، في اشارة الى التعاون العسكري الذي كان يفترض ان يحصل بين واشنطنوموسكو بموجب اتفاق جنيف الذي ارسى الهدنة في سوريا. وذهب مسؤولون اميركيون طلبوا عدم كشف هوياتهم ابعد من ذلك. وقال احدهم ان "الروس عليهم مسؤولية الامتناع عن هذا النوع من الاعمال وعليهم ايضا مسؤولية منع النظام السوري من القيام بها". واضاف "لذلك في الحالتين على الروس ان يظهروا بسرعة وبطريقة واضحة انهم ملتزمون بهذه العملية". وحذر مسؤول اميركي من انه اذا كانت روسيا غير جادة في العودة الى الالتزام بما اتفق عليه، فلن تكون هناك عملية سلام انقاذية. غضب أممي من جهتها عبرت الاممالمتحدة عن غضبها الاثنين بعد قصف قافلة للمساعدات الانسانية في سوريا مؤكدة انه اذا ثبت ان الهجوم كان متعمدا، فقد يعتبر جريمة حرب. وصرح المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا ان "غضبنا من هذا الهجوم كبير جدا". واضاف ان "هذه القافلة كانت نتيجة عملية طويلة من التراخيص والتحضيرات من اجل مساعدة مدنيين معزولين". ودعا ستيفن اوبراين مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الى اجراء تحقيق. وقال "دعوني اكون واضحا: اذا تبين ان هذا الهجوم الوحشي كان استهدافا متعمدا للعاملين في القطاع الانساني، فسيرقى الى جريمة حرب". واضاف اوبريان "لا يمكن ان يكون هناك اي تفسير او اعتذار او سبب او منطق لشن حرب على عاملين انسانيين يحاولون الوصول الى مواطنيهم الذين هم بحاجة ماسة الى المساعدة". وكان المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك صرح ان هذه الشاحنات كانت ضمن قافلة مساعدات انسانية مشتركة بين الاممالمتحدة والهلال الاحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الاحمر. من جهته اعرب منسق الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية رياض حجاب خلال اجتماع في نيويورك الاثنين عن اسفه لان "العالم يتفرج" على المأساة الجارية في سوريا من دون ان يحرك ساكنا، رافضا في الوقت نفسه التعليق على اعلان النظام السوري انهيار الهدنة. ودان وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت "بأشد العبارات" الغارات الجوية التي استهدفت مساء الاثنين في شمال سوريا قافلة المساعدات. وعلقت الأممالمتحدة قوافل المساعدات في جميع أنحاء سوريا. وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي قالت إنها ستؤجل إرسال قافلة مساعدات كان من المقرر أن تسلم إمدادات لأربع بلدات سورية محاصرة من عواقب ذلك على ملايين المدنيين المحتاجين. وقال ينس لايركه المتحدث باسم الإغاثة الإنسانية في الأممالمتحدة خلال مؤتمر صحفي في جنيف "كإجراء أمني فوري جرى تعليق تحركات القوافل الأخرى في سوريا في الوقت الراهن في انتظار مزيد من التقييم للوضع الأمني. وتابع قوله "لكننا لا نزال ملتزمين بالبقاء وبتسليم (المساعدات) لجميع المحتاجين في سوريا." وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات سورية أو روسية قصفت قافلة مساعدات قرب حلب الاثنين مع إعلان الجيش السوري انتهاء هدنة استمرت أسبوعا. وأصيبت نحو 18 شاحنة من أصل 31 في قافلة تتبع الأممالمتحدة والهلال الأحمر السوري الاثنين كما استهدف أيضا مخزن تابع للهلال الأحمر السوري. وكانت القافلة تسلم شحنات إلى 78 ألف شخص في بلدة أورم الكبرى التي يتعذر الوصول إليها بمحافظة حلب. ونفت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء ضلوع اي من الطيران الروسي أو السوري في القصف الجوي الذي استهدف قافلة إنسانية الاثنين في سورية، وفق ما أوردت وكالات الأنباء الروسية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال إيغور كوناشنكوف في بيان نقلته وكالات الأنباء إن "الطيران الروسي أو السوري لم ينفذ أي ضربة جوية على قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة في جنوب غرب حلب". وشكك المتحدث بأن تكون القافلة أصيبت في غارة جوية. وقال "درسنا بانتباه مشاهد الفيديو ل"الناشطين" المزعومين الموجودين على الأرض، ولم نجد أي مؤشرات إلى ضربات على الموقع بواسطة أسلحة". وتابع "ليس هناك حفرة، وهيكل الآليات لم يتضرر ولم تتأثر بعصف ضربة جوية". ويرى الجيش الروسي أن مقاطع الفيديو هذه التي لم يصورها الجيش الروسي لا تكشف سوى عن "نتيجة حريق اندلع كأنما بالصدفة عند شن الثوار هجوما ضخما في اتجاه حلب". النظام يستأنف القصف الى ذلك تعرضت مناطق عدة في سوريا لغارات وقصف مدفعي في وقت مبكر الثلاثاء بعد ساعات على اعلان الجيش السوري انتهاء هدنة استمرت لاسبوع بموجب اتفاق اميركي روسي، وفق ما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس وناشطون. وقال مراسل فرانس برس في مدينة حلب، حيث تتقاسم الفصائل المقاتلة وقوات النظام السيطرة عليها، ان غارات وقصفا مدفعيا استهدف الاحياء الشرقية في المدينة حتى قرابة الساعة الثانية (23,00 ت غ). ولازم سكان هذه الاحياء منازلهم خلال الليل خشية من القصف، متبادلين المحادثات عبر الانترنت حول انتهاء الهدنة. وفي الصباح، كان دوي قصف قوي يسمع بشكل متقطع في انحاء المدينة. وفي الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، افاد مراسل لفرانس برس بتعرض حي الموكامبو للقصف. تأجيل اجلاء مقاتلي المعارضة من حمص من ناحية اخرى قال طلال البرزي محافظ حمص في ساعة متأخرة من مساء الاثنين إن الإجلاء المزمع لعدة مئات من مقاتلي المعارضة السورية من آخر معقل لهم في المدينة سيتأجل لعدة أيام لأن من الصعب ضمان خروجهم بشكل آمن. وكان من المتوقع بدء الإجلاء الاثنين إلى محافظة إدلب في إطار محاولات الحكومة السورية إبرام اتفاقيات محلية مع مسلحي المعارضة في المناطق المحاصرة لتوفير مرورهم الآمن إلى معقل المعارضة المسلحة في ادلب في شمال غرب سوريا. وقال البرزي في ساعة متأخرة من مساء الاثنين إنه عندما تصبح الظروف مناسبة سيبدأ على الفور إجلاء المقاتلين وعائلاتهم . وأضاف أن من المتوقع بدء إجلاء نحو 300 مقاتل وعائلاتهم أو نحو ألف شخص في المجمل في 22 حافلة في غضون يومين أو ثلاثة أيام. وقال إن التأجيل جاء لأسباب لوجستية وله صلة بالوصول الآمن للجماعات المسلحة التي ستغادر الوعر. ردود فعل دولية منددة بقصف قافلة الإغاثة (رويترز)