سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل 12 مدنياً في غارات للنظام على حلب.. وحزب الله يهاجم قوات المعارضة في الراموسة مفاوضات أميركية - روسية لاستئناف الهدنة.. والمساعدات مستمرة في التدفق
تسببت الغارات الكثيفة التي تعرضت لها الاحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سورية باندلاع حرائق ضخمة وسقوط قتلى ليلا، في وقت تبذل القوى الدولية الداعمة لاطراف مختلفة في النزاع السوري جهودا متواصلة لاعادة إحياء الهدنة وإنقاذ محادثات السلام. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية: "نفذت طائرات حربية بعد منتصف الليل 14 غارة على الاقل على مناطق في حيي بستان القصر والكلاسة في مدينة حلب" ما تسبب "باندلاع حرائق كبرى خصوصا في حي بستان القصر". واوضح عبدالرحمن ان "القصف على هذين الحيين هو الاعنف منذ اشهر" لافتا الى "دوي انفجارات ضخمة هزت هذين الحيين وترددت اصداؤها في الاحياء الغربية المجاورة حيث تمكن السكان من معاينة ألسنة النيران المندلعة". وافاد مراسل الوكالة في بستان القصر باندلاع حرائق في الشارع الذي يقطن فيه إثر غارات جوية، مشيرا الى ان عناصر الدفاع المدني عملوا لوقت طويل على إطفائها. واتهم مركز حلب الاعلامي وناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي طائرات النظام السوري وروسيا بإلقاء قنابل حارقة على الاحياء الشرقية. ولم يكن في الامكان التأكد من ذلك. وتسبب القصف على حي بستان القصر بمقتل سبعة مدنيين بينهم ثلاثة اطفال وثلاث نساء وفق المرصد الذي احصى امس مقتل 12 مدنيا بينهم طفلان جراء الغارات على الاحياء الشرقية، في حصيلة هي الأعلى داخل المدينة منذ اعلان الجيش السوري انتهاء هدنة استمرت اسبوعا. وتعرضت الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام لسقوط قذائف أطلقتها فصائل مقاتلة بعد منتصف الليل على أحياء ميرديان والرواد وبستان الزهرة والمشارقة. كما استمرت الاشتباكات العنيفة في منطقة الراموسة. وافاد المرصد عن "مواجهات عنيفة تواصلت صباحا في المنطقة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني من جهة والفصائل المقاتلة من جهة اخرى". على جبهات اخرى، تعرضت الغوطة الشرقية قرب دمشق لغارات جوية، تزامنا مع غارات استهدفت مناطق عدة في محافظتي حمص وحماة في وسط البلاد مع معارك على جبهات عدة، بحسب المرصد السوري. مفاوضات أميركية - روسية عقدت "المجموعة الدولية لدعم سورية" التي تضم 23 دولة ومنظمة وتترأسها واشنطنوموسكو، اجتماعا جديدا في نيويورك أمس في مسعى لانقاذ العملية الدبلوماسية الرامية لوقف الحرب التي تسببت بمقتل اكثر من 300 الف شخص. وتبادلت موسكووواشنطن، راعيتا اتفاق الهدنة الذي اعلن الجيش السوري انتهاءها الاثنين، الاتهامات بإعاقة تنفيذ وقف إطلاق النار. وتصاعد التوتر بين الطرفين إثر تعرض قافلة مساعدات إنسانية لغارات تسببت بمقتل عشرين مدنيا وموظفا في الهلال الاحمر السوري. واتهمت واشنطن الطائرات الروسية وحليفتها السورية بتنفيذ الغارات، الامر الذي نفته كل من موسكوودمشق. وكان وزراء خارجية دول المجموعة عقدوا اجتماعا على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة بعد انهيار الهدنة في سورية. لكن الاجتماع الذي لم يستمر اكثر من ساعة، لم يسفر عن نتيجة وقال مشاركون فيه ان الجو كان متوترا. واستبق وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري الاجتماع بلقاء عقداه في نيويورك، وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الروسية. وذكرت ان الرجلين تحادثا اولا في اتصال هاتفي جرى "بمبادرة من الاميركيين" قبل ان يلتقيا يرافق كل منهما وفد بلده "لمواصلة مناقشة مسألة النزاع السوري". وجاء هذا اللقاء بعدما تواجه كيري ولافروف في مجلس الامن الدولي امس لكنهما اتفقا على ان الجهود الاميركية الروسية هي الطريقة الوحيد لفرض وقف لاطلاق النار. وطلب كيري من روسيا ان تأمر الجيش السوري بوقف عمليات القصف الجوي من اجل اعادة المصداقية الى جهود السلام في نظر المعارضة السورية. من جهته، قال لافروف انه على مجلس الامن الدولي النظر في اضافة مجموعات اخرى من المعارضة المسلحة للنظام السوري الى لائحة المنظمات الارهابية. ولم يغلق لافروف الباب امام العودة الى الهدنة، قائلا "لا يمكن ان تكون بعد اليوم تهدئة احادية الجانب" في اشارة الى النظام السوري، متهما المعارضة السورية بانها خرقت الهدنة واستانفت المعارك. استئناف إرسال المساعدات قال متحدث باسم الأممالمتحدة إن من المقرر أن تتجه قافلة مساعدات تابعة للمنظمة الدولية إلى مناطق محاصرة قرب العاصمة السورية دمشق بعد توقف دام 48 ساعة لمراجعة الضمانات الأمنية في أعقاب هجوم دام استهدف شاحنات إغاثة قرب حلب. وقال ينس لاركه المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز "نرسل اليوم قافلة من عدة منظمات ستعبر خطوط القتال إلى منطقة محاصرة في ريف دمشق" وأضاف "سنقدم النصح بشأن المواقع المحددة بمجرد أن تصل القافلة فعلا إلى هذه المواقع". وقالت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية لرويترز إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة تعتزم توصيل إمدادات طبية إلى ضاحية المعضمية في دمشق الخاضعة لسيطرة المعارضة لكن المسألة مرهونة بالتقييم المعتاد للمخاطر الأمنية. إلى ذلك قال شهود ووسائل إعلام رسمية إن الإجلاء المزمع لمئات من مقاتلي المعارضة السورية من آخر موطئ قدم لهم في مدينة حمص بدأ أمس. وقالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة الذين يحملون أسلحتهم الشخصية وتصحبهم عائلاتهم سيتوجهون من حي الوعر إلى شمال ريف حمص الذي تسيطر عليه المعارضة. ويقول مقاتلو المعارضة إن الاتفاقات جزء من استراتيجية الحكومة لإخراج السكان قسريا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم بعد أعوام من الحصار والقصف. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدة آلاف من مقاتلي المعارضة لا يزالون في الوعر.