الاحتفالية باليوم الوطني لا تتوقف على حفل غنائي، الوطن أغنية متكاملة، التغني بها رائع وراقٍ بجميع الألحان والكلمات، صحيح أن الحفلات الغنائية التي ألغيت لظروف معينة ستكون نقلة تاريخية بهذا الخصوص لو أقيمت، خصوصاً أننا أكثر البلدان في العالم التي غُني لها، وأغان بالغة الحسن والتغزل بهذا الوطن. في المملكة الغناء للوطن مختلف، الأمر لا يتعلق بمناسبة أو بمجرد آداء واجب، هو عشق يجد صداه عند المتلقين دون حواجز، الأغاني الوطنية تبقى بذاكرتنا، تجد لها خصوصية مختلفة، تنمي الولاء بشكل لا يختلف عليه اثنان، السعوديون مع أغانيهم الوطنية يمثلون بالفعل حالة فريدة، من درجات العشق، في الأوطان الأخرى أغانيهم أكثرها لا تتعدى مناسبتها، لدينا أغان وطنية مرت عليها عقود من الزمان ولازال نبضها يعيش مرحلة الشباب. هناك أغانٍ وطنية كم أتمنى أن تكون حاضرة مع كل طابور صباح مع النشيد الوطني، التغزل بحب الوطن مهم جداً، وتنميته لدى الصغار والشباب أهم من تغذيتنا الحالية لهم عبر الشيلات المليئة أحياناً بتمجيد النسب على حساب الوطنية. التفاخر بالقبيلة أو العائلة أمر محمود، ولكن تفاقم هذه الظاهرة بشكل يلغي فئات المجتمع الأخرى غير محمود مطلقاً من خلال شيلات كرست هذا الجانب للأسف، وأصبحت مقبولة ومرحبا بها عند البعض لأنها بدون موسيقى رغم ما تكتنفه من مخاطر نعرفها جميعاً. لن تتوقف الأغاني الوطنية بتوقف حفل غنائي، لأننا اعتدنا أن نغني ونتغنى بالوطن، محمد عبده وطلال مداح وغيرهم ممن أمتعونا بالغناء للوطن، ستبقى أغانيهم الوطنية في ذاكرتنا، سنعيد أجملها وسنحتفي بالوطن بالجديد منها، وستزيد هذه الأغاني الفاخرة من حبنا لهذا الوطن، وسيتغنى بها أبطالنا بالحد الجنوبي، وسنستمر كأكثر وطن تغنى به شعاره ومطربوه ومحبوه. ستبقى "وطني الحبيب" و"فوق هام السحب" و"بلادي منار الهدى" وأعذب وأجمل أغنية وطنية "الأرض" وغيرها متواجدة معنا وبأحاسيسنا.