قالت وحدات حماية الشعب الكردية في سورية، إنها ستوقف عملياتها الهجومية تماشيا مع اتفاق أميركي - روسي يهدف إلى وقف إطلاق النار مع غروب شمس أمس الاثنين، وتسيطر الوحدات على أراض في شمال سورية، وقالت في بيان إنها تأمل أن يسمح الاتفاق بأن تركز الجهود على قتال داعش وتهيئة الأجواء اللازمة للتوصل لانتقال سياسي. وأعلن تحالف قوات سورية الديمقراطية الذي يضم وحدات حماية الشعب أيضا التزامه بالاتفاق. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، رحب باتفاق وقف إطلاق النار الأميركي الروسي في سورية في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال إن لندن مستعدة للمساعدة في إنجاحه. وأضافت الوزارة بحسب "رويترز"، أن جونسون ولافروف اتفقا أيضا على عقد اجتماع بينهما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر. موسكو: لندن ترحب بوقف إطلاق النار الأميركي - الروسي من جهتها، طالبت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف المعارضة السورية بضمانات حول تطبيق الاتفاق، مشككة بالتزام النظام، فيما وجهت حركة احرار الشام، أحد أبرز الفصائل المعارضة، انتقادات لاذعة للاتفاق. وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط "نطلب ضمانات خصوصا من الولاياتالمتحدة التي هي طرف في هذا الاتفاق" وأضاف "نريد ان نعرف الضمانات، وآلية تطبيق هذه الاتفاقية، ما هو التصنيف الذي تم اعتماده بالنسبة للإرهاب، وما هو الرد على المخالفات" وشكك المسلط في التزام النظام السوري وروسيا بالاتفاق، مشيرا الى انهما يصنفان كافة الفصائل التي تقاتل قوات النظام ب"الارهابية" وقال ان "رد الهيئة العليا للمفاوضات مبني على المشاورات مع المكونات السياسية وفصائل الجيش الحر". وكان النظام السوري قد أعلنت السبت موافقته على الاتفاق الروسي - الأميركي. وبموجب الاتفاق، يمتنع النظام عن القيام بأي اعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام. كما ينص على وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في مناطق اساسية سيتم تحديدها، ووقف القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين. فيما تلتزم المعارضة باتفاق وقف الأعمال القتالية. ويمتنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة إحراز تقدم على الأرض، وبعد مرور سبعة ايام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولاياتالمتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد جبهة فتح الشام وتنظيم داعش. وأعلن نائب الأمين العام لحركة أحرار الشام علي العمر مساء الاحد ان الاتفاق "لا يحقق أدنى أهداف شعبنا الثائر وهو ضياع لكل تضحياته ومكتسباته"، مؤكدا رفض الحركة للبند الذي تتعهد بموجبه واشنطن بإقناع فصائل المعارضة بفك تحالفها مع جبهة فتح الشام، لكن بعد ساعات على إعلان العمر، أكد المتحدث باسم "احرار الشام" احمد قره علي ان "الحركة لم تتخذ موقفا من الاتفاق، وسيصدر بيان يوضح الموقف بشكل كامل، والمشاورات مستمرة مع الفصائل الاخرى". وتوصلت الولاياتالمتحدة وروسيا الى اتفاق لوقف النار في سورية في نهاية فبراير الماضي سقط بعد شهرين على بدء تطبيقه. واعتبر استثناء جبهة النصرة من الاتفاق السابق أحد أهم أسباب عدم نجاحه نتيجة تحالفها مع فصائل أخرى، ويخص الاتفاق مدينة حلب التي تشهد وضعا انسانيا مروعا، والمقسمة منذ العام 2012 بين احياء غربية تسيطر عليها قوات النظام وأحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة ومحاصرة من قوات النظام. وينص الاتفاق على انسحاب الطرفين من طريق الكاستيلو شمال حلب التي كانت الفصائل المقاتلة تستخدمها للتموين قبل ان تسيطر عليها قوات النظام وخلق منطقة "منزوعة السلاح" حولها، ومن أبرز نقاط الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية الى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، بما فيها حلب. في مدينة حلب، بدت أجواء عيد الاضحى باهتة تماما، حتى ان الشوارع لم تعج بالمدنيين كما العادة، وألقت طائرات مروحية تابعة للنظام ثلاثة براميل متفجرة على الاحياء الشرقية قبل ان تلحقها غارات من طائرات حربية. كما واصلت قوات النظام السوري شن غاراتها على المناطق السكنية لتحصد المزيد من القتلى والجرحى في مناطق المعارضة، وذلك قبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ التي توصل إليها الجانبان الروسي والأميركي لوقف الأعمال القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية. واستهدفت قوات الأسد مناطق حي الصالحين في حلب بعدد من الغارات، تسببت بمقتل وجرح عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعضهم في حالة حرجة، كما نالت مناطق حي حريتان وعندان بريف حلب الشمالي قسطها من غارات الأسد بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها وفصائل المعارضة جنوب حلب، وفق المرصد السوري. أما في درعا، فقد استهدف النظام مناطق عدة في بلدة إبطع بريف درعا، ملقياً براميل متفجرة على مناطق في بلدة عقربا بريف درعا الشمالي، إضافة إلى استهداف مناطق في درعا البلد ومناطق أخرى في حي المنشية بصواريخ أرض - أرض أدت إلى سقوط جرحى في صفوف المدنيين. كذلك لم تسلم بلدة الريحان في الغوطة الشرقية بريف دمشق هي الأخرى من غارات النظام التي أوقعت خسائر مادية في الممتلكات. وقتل مدني في مدينة الضمير إثر إصابته برصاص قناصة قوات الأسد، فيما تعرض الطريق الواصل بين زاكية وخان الشيح بالغوطة الغربية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية.