كان ظهور مدير عام كرة القدم في النصر بدر الحقباني فضائياً لإعلان استقالته صادما لمحبي ناديه الذين كانوا ينشدون الاستقرار والتناغم بين عناصر العملين الفني والإداري، خصوصاً وأن لاعب الوسط السابق يحظى بقبول جماهيري وشرفي كبيرين وقدم نفسه كشخصية إدارية ناجحة إبان عمله في الفئات السنية. وقع الصدمة كان أكبر حين تحدث المدير المستقيل صراحة عن وجود شخصية قراراتها نافذة وتملك تأثيراً غير رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، ما جعل التكهنات تذهب باتجاه شخصيات عدة داخل الكيان "الأصفر" أحدها قائد الفريق حسين عبدالغني الذي دخل في خلاف مع الحقباني على خلفية خروجه المعتاد عن النص في مواجهة الاتحاد في بطولة تبوك الودية قبل انطلاقة الموسم. وعلاوة على ذلك النقاش الذي قيل إنه تطور إلى ملاسنة بين شوطي مباراة النصر ومضيفه الاتفاق، والتسريبات التي تحدثت عن اتهامات أطلقها القائد النصراوي تجاه مدير الكرة وتتعلق بتحريضه لمدرب الفريق الكرواتي زوران ماميتش على عبدالغني. أشاد الوسط الرياضي فضلاً عن النصراوي بقرار تعيين الحقباني لأنه يتسلح بالعلم والقدرات الإدارية الجيدة، فضلاً عن عقليته الفنية الجيدة التي تكشفت بعد ظهوره محللاً لمباريات المسابقات المحلية، في وقت كان الفريق الذي يتطلع لاستعادة لقبه يبحث عن شخصية إدارية ذات شخصية قوية تستطيع التعامل مع النجوم في ظل الظروف المالية الصعبة التي كان يواجها صناع القرار في النادي. لا يمكن لأي منظومة أن تسير نحو النجاح من دون وجود التفاهم والثقة بين القيادة والعاملين، وهذا ما يبدو أنه كان مفقوداً بدليل ما صرح به مدير الكرة المستقيل وتحديداً حول وصول تقارير لرئيس النادي من مصدر مجهول تختلف عن تلك التي يقدمها، لينتهي الأمر إلى تعيين محمد الخرينق مديراً للفريق الأول، من دون علم الحقباني الذي يشرف على جميع فرق كرة القدم. أسوأ من ذلك التسريبات والأنباء التي ساقها مقربون من القرار النصراوي والتي تفيد بإمكانية تقديم نائب الرئيس والشخصية الداعمة عبدالله العمراني استقالته احتجاجاً على سوء الأوضاع الإدارية، في حين مايزال محبو "فارس نجد" ينتظرون عودة الرئيس من اجازته لإيضاح الحقائق وإعادة الأمور للمسار الصحيح. لا يمكن الحديث عن استقرار وعمل منظم في ظل وجود شخصين يملكان القرار الإداري في فريق جماهيري كبير، ومن المستحيل أن تسير الأمور نحو ما يريده الأنصار في ظل سيطرة قائد الفريق – كما يردد كثيرون- على الأمور وتمتعه بنفوذ يفوق ذلك الذي يملكه مدير الفريق حتى أصبح عبدالغني خارج إطار النقد أو التعرض للعقوبات رافعاً شعار "ممنوع اللمس". مطلوب من الرئيس النصراوي معرفة ما يدور في فريقه أولاً، ومن ثم وضع حد لتدخلات تلك الشخصية النافذة إن كان عبدالغني أو غيره، للمحافظة على هيبة القرار وصانعيه فضلاً عن منح المدرب الكرواتي الصلاحيات لضبط الأمور، وعدا ذلك فإن الانفلات سيكون عنواناً للمرحلة المقبلة في فريق ينشد انتزاع الذهب مجدداً.