تمثل الوظائف الموسمية خطوة أولى للشباب وطالبي العمل من الجنسين في البحث عن وظيفة مستدامة، وإشغالاً للوقت لمن هو يبحث عن عمل، وخبرة ورافداً لمن هو على مقاعد الدراسة، ويجسد الإقبال الكبير عليها تأكيداً على جاذبيتها، ومع التوسع الكبير في الأعمال الموسمية وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين، وتخصيص مواقع خاصة لاستقبالهم وتوديعهم، بدأت شركات الحج والعمرة ومؤسسات الطوافة والرفادة والسقاية في زيادة الوظائف الموسمية، وإيجاد فرص وظيفية للسيدات، الأمر الذي خلق منافسة ومزايا وظيفية جاذبة، ويرى مختصون في قطاع الأعمال الذي يتيح الوظائف الموسمية أهمية تطوير تلك الوظائف وتوليد وظائف مستدامة، تحقيقاً لأهداف الرؤية وبرنامج التحول الوطني، مع أهمية توحيد كافة الجهات المعنية بالتوظيف الحكومية منها وقطاع الأعمال لتطوير تلك الوظائف، كما يطالبون بقيام معاهد للتدريب تحت إدارة القطاع الخاص وبإشراف حكومي لتأهيل الشباب، وضمان استدامة وظائفهم. نمو واستدامة من جانبه يشير سعد القرشي -رجل الأعمال وعضو الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة-، إلى استقطاب 8000 شاب وشابة في الأعمال الموسمية المرتبطة بالحج والعمرة في مكةالمكرمة، في كل عام متوقعاً أن تتنامى هذه الأرقام وتتضاعف، مع التحول الوطني ورؤية المملكة 2030، وقال إن تنامي الطلب على الوظائف الموسمية بين الشباب وطالبي العمل عموماً، حيث يعمل في تلك الوظائف مختلف الأعمار، حتى المتقاعدون يجدون لهم مواقع فيها، يقابله توسع كبير في العمل الموسمي مع النمو الهائل في أعداد المعتمرين وزيادة أعداد الحجاج وتنوع الخدمات المقدمة لهم، كل ذلك مؤشر على نمو سنوي في عدد الوظائف وتحول جزء منها لوظائف دائمة. مزايا وظيفية وأضاف القرشي بأن حجم الإقبال على تلك الوظائف يفوق الوصف، وتميز أداء موظفي الموسمية دفع بالكثير من المؤسسات والشركات لاستقطاب العديد منهم، وتثبيتهم في وظائف رسمية، لافتاً إلى أن المكافآت مابين 3000 إلى 4000 ريال شهرياً، وهي مبالغ جيدة يتحصل عليها الشاب في عمل يشغل وقته فترة شهرين، ويكتسب الكثير من الخبرات التي تفيده في حياته العملية مستقبلاً، كما أنها تمثل فرصة كبيرة للعديد من الشباب والشابات في كسب ثقة مسؤولي الشركات والمؤسسات التي تستقطب العديد منهم في وظائف رسمية، مشيرا إلى أن الوظائف الموسمية مرشحة أن تكون محطة انتقالية للعديد من الشباب إلى وظائف مستدامة مع التحول الوطني الذي يهدف إلى خلق فرص عمل في قطاع الحج والعمرة الذي يهدف إلى استقطاب أعداد كبيرة من الحجاج والمعتمرين، وبالتالي توليد عشرات الآلاف من فرص العمل المستدامة وبرواتب مجزية ووظائف جاذبة، في قطاعات مختلفة، وفي مختلف مدن المملكة، إضافة إلى مكة والمدينة التي سيكون لهما النصيب الأكبر من تلك الوظائف، متوقعاً أن يصل عدد الوظائف الموسمية إلى عشرين ألف وظيفة، فيما يتوقع كذلك أن تتضاعف تلك الأرقام في السنوات المقبلة، وبعد أن تكتمل المشاريع التنموية في مكة والمدينة وجدة، ومشاريع التوسع في المطارات الاقليمية والدولية. طموحات وبدايات ويرى عادل عبدالرحيم -مدير في شركة الخدمات المساندة- أن الأعمال الموسمية فتحت باب رزق لكثير من الشباب الذين أنهوا دراساتهم، ويبحثون عن فرص عمل، وبالتالي يستغلون فترات الانتظار والترقب في الالتحاق بالوظائف الموسمية التي تؤمن لهم دخلاً يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وشغل أوقات فراغهم، والتواصل مع قطاع الأعمال، خاصة المواقع التي بها كثافة عالية من الشركات مثل المطارات والموانئ والمنافذ الجمركية، واكتساب الخبرات، وإشغال أوقات فراغهم بالمفيد، مشيراً إلى تقدم العديد ممن يحملون شهادات عليا تصل إلى الدكتوراه للالتحاق بالأعمال الموسمية، وإقبال العديد من خريجي أمريكا في الوظائف الموسمية، ولفت إلى إعجابه بعصامية كثير من الشباب والشابات في الاقبال على الوظائف الموسمية، رغم أنهم على كراسي الدراسة؛ إلا أنهم رغبة الاعتماد على أنفسهم في تأمين احتياجاتهم الشخصية البسيطة، مثل أجهزة الجوال أو الكمبيوتر وغيرها من المستلزمات الشخصية يلتحقون بتلك الوظائف الموسمية، ويتركونها بعد تحقيق أهدافهم، ويعيدون الكرة مرة أخرى، بعد عدة أشهر، وأبدى تقديره لمثل هذا النوع من التفكير وتمنى لو كان مثل ذلك النمط سائداً لدى شبابنا، في إشغال وقتهم بالمفيد والاعتماد على أنفسهم، الأمر الذي سينعكس إيجاباً في الاعتماد على أنفسهم، والأهم هو إشغال وقتهم بالمفيد واكتساب الخبرات، وخوض الحياة العملية في وقت مبكر من حياتهم، منوهاً إلى أن جيله كانوا يعملون في مراحل مبكرة من حياتهم وتمكنوا من بناء خبرات كانت نواة لانطلاقة كبيرة في مجال الأعمال دفعت بالكثير منهم للانصراف عن الوظائف الحكومية والتوجه إلى العمل الخاص وتحقيق نجاحات كبيرة. برنامج أجير خطوة واعدة وأشاد القرشي بخطوة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في استحداث برنامج أجير والذي يهدف إلى فتح المجال أمام الشباب من الجنسين للالتحاق بالوظائف الموسمية، وتنظيم العمل الموسمي، متمنياً أن يتبع ذلك قيام الجهات المعنية في الوزارة مثل مؤسسات التدريب الفني والغرف التجارية ومؤسسات الطوافة بالاهتمام بالتدريب، والتأهيل للمتقدمين لتك الوظائف، واستدامة التدريب على رأس العمل، والتنسيق لخلق مزيد من الوظائف، خاصة وأن موسم العمرة أصبح على مدار العام، ومع استكمال المشاريع التنموية العملاقة، مثل توسعة المشاعر المقدسة، وقطار الحرمين، ومطار الملك عبدالعزيز، وغيرها من المشاريع العملاقة. توطين الوظائف ويكشف عبدالرحيم عن جانب مهم تحقق لديهم في الشركة التي تتعامل مع المنافذ البرية والبحرية، حيث تم استقطاب شباب من أبناء تلك المناطق، وتم تأمين فرص عمل تحولت من موسمية إلى مستدامة بعد أن أثبتوا كفاءتهم، ويتفق مع القرشي في أهمية التدريب منوهاً إلى إلحاق الموظفين بدورات قصيرة لتعريفهم باحتياجات الوظيفة ومتطلباتها. ويقول الشاب فيصل سعد الذي يعمل للمرة الأولى في إحدى الشركات العاملة في استقبال الحجاج إن تجربة العمل الموسمي جيدة، وإن كانت بحاجة إلى مزيد من الاهتمام، ملمحاً إلى عدم تكرار التجربة لطول ساعات العمل في ظروف مناخية قاسية إلى حد ما، ويشيد بحماس الشباب السعوديين وإقبالهم الكبير على تلك الوظائف، مؤكداً نجاح التجربة بالنسبة له واستفادته منها كخبرة وتطوير لقدراته أكثر من كونها استفادة مادية فقط، خاصة وأنه كطالب جامعي لم تكن فترات العمل مزعجة له قياساً على طول الإجازة الصيفية، ونوه إلى وجود العديد من الموظفين الذين يعملون في الموسمية، وهذا مايراه استنزافا بدنيا ونفسيا كبيرا، أما الشاب سعيد خضر فيرى أن الوظائف الموسمية فرصة لا يفوتها كل عام، وأصبح يترقب فترة الحج، مشيراً إلى أن الوظائف الموسمية تمثل رافدا أساسيا بالنسبة له في تحقيق دخل جيد يضمن استقلاله مادياً عن والده، وقال إنه تمكن من ادخار مبلغ طوال السنوات الثلاث ساهم في تأمين الكثير من احتياجاته الشخصية، مؤكدا سعيه الجاد للبحث عن عمل في المساء بالإضافة إلى دراسته، ويطالب بالتوسع في العمل الموسمي ، خاصة مع زيادة أعداد المعتمرين، ويتمنى كل من فيصل وسعيد تقليص ساعات العمل إلى 6 ساعات خاصة وأن العمل يستمر طوال أيام الأسبوع واحتسابها كخبرات في ديوان الخدمة المدنية، وتهيئة مقار العمل بشكل أفضل مما هي عليه حاليا، خاصة وأن الأجواء شديدة الحرارة. احترافية وتواصل وتشهد شبكات التواصل الاجتماعي زيادة في عدد منصات التوظيف، من خلال مواقع وحسابات على تويتر، تسهل البحث للمتابعين الباحثين عن الوظائف الموسمية، وتتيح لهم التواصل مع جهات العمل، وتشهد متابعة كبيرة في حين يتطلع الباحثون عن تلك الوظائف لخطوة متقدمة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ومجلس الغرف السعودية إلى تطوير تلك الأعمال وإيجاد تشريعات منظمة، والاستفادة من تجارب مماثلة، والدعوة إلى قيام جهة مختصة بالتوظيف الموسمي، تحفظ حقوق العاملين وتنمي مهاراتهم، وتنسق لخلق فرص وظيفية أكبر، ويرون أن قيام مثل تلك الجهة بمشاركة القطاع الخاص وإدارته سيسهم في تقليص البطالة، ورفع كفاءة التدريب وإثراء الخبرات، وتوجيه الشباب للعمل في كافة القطاعات، وتقليص العمالة الأجنبية، وإحلال أبناء الوطن مكانهم . الشباب العامل في موسم الحج أثبتوا كفاءتهم واكتسبوا الخبرة الشباب السعودي يتسابقون على خدمة الحجيج عبر الوظائف الموسمية أحد مجالات التوظيف الموسمي بالحج سعد القرشي فيصل سعد سعيد خضر