في الوقت الذي أعلنت فيه أمس النقابة العامة للسيارات في مكةالمكرمة عن توفر فرص وظيفية موسمية ل20 ألف سائق سعودي في موسم الحج المقبل في وظائف إدارة وتشغيل الرحلات الترددية وفروع النقابة في مكةالمكرمةوجدة والمدينة المنورة وفق مميزات عالية، أقر رئيس لجنة النقل في مكةالمكرمة سعد جميل القرشي بفشل هذه الدعوة في تحقيق نسب السعودة على مستوى شركات ومؤسسات النقل الموسمي العاملة في الحج والعمرة. وقال «نعاني منذ سنوات طويلة عزوف السعوديين عن هذه الوظائف لمبررات في مقدمتها (ثقافة العيب) أو ما يعرف بالاستعابة المجتمعية من العمل كسائق حافلة، إلى جانب مشقة العمل خلال شهرين متواصلين في هذه الوظائف، وعجزنا في إقناع المتقدمين، وسبق أن تقدمت الغرفة التجارية بخطاب رسمي للنقابة العامة للسيارات لإجراء دراسة مفصلة لعزل قطاع نقل الحجاج والمعتمرين عن النقل البري داخل المدن وخارجها بعد أن يتم الرفع لوزارة الحج التي ستتولى بدورها تقديم الدراسة لوزارة العمل لاتخاذ الإجراءات اللازمة بعد أن أكدت الغرفة وجود عزوف من قبل السعوديين للعمل في القطاع». ومنحت النقابة العامة للسيارات السعوديين لشغل هذه الوظائف مهلة مدتها 40 يوما للمتقدمين للحصول عليها رغبة في الوصول إلى وضع حل جذري لشركات النقل، بعد أن ثبت عزوف السعوديين عن الانخراط في هذه الأعمال، ويبدو أن صعوبة العمل وضرورة الالتزام في الغالب هي الدافع لعدم التحاقهم بها، كما أن هذه الوظيفة تتطلب وقتا طويلا من العمل يزيد على 12 ساعة يوميا أحيانا ومعظم السعوديين مرتبطون بأسر وعائلات. وأوضحت ل(عكاظ) مصادر في النقابة العامة للسيارات أن موظفي الدولة الذين يشغلون المرتبة الخامسة فما دون، بإمكانهم العمل في هذه الوظائف، حيث ينص قرار مجلس الخدمة المدنية على أن يمنح الموظف إجازة 30 يوما تبدأ منتصف شهر ذي القعدة من دون أن يؤثر ذلك في رصيد إجازاته. وعاد رئيس لجنة النقل في مكة ليؤكد أن الشركات العاملة في النقل والتي تصل إلى 14 شركة اضطرت للاستعانة بأعداد كبيرة من الفنيين والسائقين في موسم الحج الماضي، في ظل وجود شح في الموارد البشرية السعودية، التي يمكن أن تقبل بالعمل كسائقين للحافلات أو فنيين في التخصصات المختلفة. وقال ل(عكاظ) سعد جميل «الغرفة ترغب من وزارة العمل فصل نشاط نقل المعتمرين والحجاج عن نشاط النقل البري للركاب داخل وخارج المدن، حيث من الصعوبة تحقيق نسبة السعودة على مستوى الشركات العاملة في القطاع الذي يواجه عزوفا من السعوديين، وهناك الكثير من الشركات في هذا القطاع أبرمت خلال العامين الماضيين اتفاقيات مع صندوق تنمية الموارد البشرية من أجل تأمين الوظائف لها وتأهيل المتقدمين». وعن سقف رواتب هذه الوظائف قال «إنها رواتب مجزية لأن العمل موسمي في شهرين وبمعدل عشرة آلاف ريال ويضاف إليها بدل السكن والحوافز التشجيعية وبدل الرحلات، لكن الإقبال عليها ضعيف جدا ما يدفع لإكمال النقص من خلال الاستعانة بالعمالة الوافدة الذين يتم استقطابهم عبر التأشيرات الموسمية». واقترح القرشي إدراج الوظائف ضمن نطاق سعودة مستقلة يمتد لشركات العمرة وبهذا يمكن تحويلها من وظائف موسمية لوظائف دائمة وهنا يمكن الخروج بحل لهذه المشكلة، موضحا أن وزارة الحج نجحت في الحصول على استثناء بأن يمنح الموظف الذي على رأس عمل حكومي إجازة رسمية من جهته في حالة رغبته في العمل على شغل هذه الوظائف الموسمية.