ألجمت الدهشة مصورا سويديا في أحد المتاجر في بلدة اوبو النائية شمال ناميبيا حينما استوقفه منظر امرأة من قبيلة الهيمبا في لباسها التقليدي تضع مكياجاً من الطين للوقاية من أشعة الشمس وهي تتفحص العروض على مساحيق الغسيل. وأظهرت الصور المدهشة للمرأة العشرينية مدي ذيوع وانتشار العولمة التي لامست أقطار الأرض وزحفها حتى على مناطق على هامش القارة السمراء. وتصادف ظهور المرأة بلباسها المكون من جلود الماعز مع وجود مصور الحياة الفطرية والأفلام الوثائقية السويدي بورن بيرسون في المتجر في تلك اللحظات. وقال بيرسون(44 عاماً) لقد فوجئت بوجود المرأة الأفريقية في زيها المحلي بينما كنت أتسوق في المتجر أثناء تصويري لفيلم وثائقي عن قبيلة الهيمبا في ناميبيا". وأضاف "في البداية لم تشعر بوجودي ولكن بعد أن أخذت في التقاط الصور لها تنبهت لما كنت أفعله". وأشار بيرسون أن نساء الهيمبا يتمسكن بزيهن المصنوع من جلد الماعز بغض النظر عما إذا كن في القرية أو المدن. وقال بيرسون إن نساء الهيمبا يغطين الأجزاء المكشوفة من أجسامهن وشعرهن بطبقة من الطين لحمياتها من أشعة الشمس. وعلى الرغم من تناقض الصور مع البيئة المحيطة بها إلا أن المتسوقين لم يبدوا اهتماماً خاصاً بمظهر المرأة الذي بدا مألوفا لهم. وأضاف بيرسون بأن المرأة كانت تنتقي احتياجاتها من الطحين والسكر ومسحوق الغسيل حينما استوقفه مظهرها الذي يبدو خارج المكان والزمان. وقال معلقاً على الصور التي التقطها "هذه الصور مثال صارخ للتداخل بين العالم القديم والتقاليد مع الجديد". وتشير تقديرات إلى أن عدد أفراد قبيلة الهيمبا يبلغ حوالي 50 ألفا يعيش معظمهم في شمال ناميبيا وعبر نهر كونين في أنغولا المجاورة. وتعتبر قبيلة الهيمبا آخر قبيلة شبه بدوية في ناميبيا. ويرتدي الرجال والنساء في القبيلة الملابس التقليدية لتتناسب مع البيئة شبه القاحلة التي يعيشون فيها. وتميل النساء والفتيات داخل القبيلة إلى القيام بأعمال أكثر من الرجال والفتيان، مثل نقل المياه إلى القرية، في حين أن الرجال هم المسؤولون عن رعي الماشية. في ثمانينيات القرن الماضي فقدت القبيلة 90 في المئة من ماشيتها بسبب الجفاف، وتخلى البعض منهم عن قطعانهم وأصبحوا لاجئين أو انضموا إلى وحدات شبه عسكرية.