استنكرت مجموعة كبار المانحين للشعب السوري الأحداث الدامية التي تشهدها مدينة حلب ومحيطها والتي أودت بحياة المئات من المدنيين خصوصاً الأطفال والنساء والطواقم الطبية في مشاهد مروعة ومفزعة. وأكدت المجموعة في البيان الصادر عنها في ختام الاجتماع التنسيقي الثامن لها والذي عقد في الكويت أن العمل الإنساني وحده ليس حلا في مواجهة هذه التحديات مناشدة المجتمع الدولي إعلان تعاطفه مع أطفال سوريا الذين يخرجون أشلاء يومياً من تحت الأنقاض. ولفت البيان إلى ضرورة العمل الجاد من أجل الوقف الفوري للغارات الجوية وعمليات القصف التي تستهدف المدنيين العزل والمنشآت المدنية والطبية. ودعا إلى سرعة استئناف العملية السياسية في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وتطبيقا لبيان (جنيف 1) في يونيو 2012 والقرارات الدولية الأخرى بهدف إيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري ويحقق مطالبه المشروعة والعادلة ويعيد اللاجئين والنازحين إلى ديارهم. وأكد أن على مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول المانحة العمل الجاد لإنشاء مناطق آمنة للاجئين داخل الأراضي السورية التي تشهد مستوى لائقا من الأمن تخفيفا للعبء عن الدول المضيفة. وشدد البيان على ضرورة فتح ممرات إنسانية دائمة إلى مدينة حلب والمناطق المحاصرة والاستجابة للنداءات الأممية بإقرار هدنة إنسانية أسبوعية لمدة 48 ساعة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية تطبيقا لنصوص القانون الدولي الإنساني والعمل على حماية المدنيين في ظل النقص الحاد بالمواد الغذائية والدوائية ومستلزمات المستشفيات الذي تعانيه المناطق المحاصرة. ودعا المجتمعون من خلال البيان الدول والجهات المانحة إلى سرعة الوفاء بتعهداتها خلال المؤتمر الدولي الرابع للمانحين وتحويل التعهدات إلى مدفوعات فعلية لضمان انسياب العمليات الإنسانية داخل سوريا وتقديم الدعم للدول المضيفة للاجئين التي تتحمل عبئا كبيرا يفوق قدراتها الاقتصادية. وأشار البيان إلى ضرورة تشجيع مجموعة كبار المانحين على المشاركة الفعالة في الفعاليات الجانبية على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك خلال شهر سبتمبر وخصوصا الاجتماع الوزاري بشان الأزمة السورية المقرر في 21 سبتمبر الجاري. وحث البيان جميع الأعضاء على تحديث تقاريرهم المقدمة لخدمة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة وكذلك آلية الرصد التي تم تأسيسها بعد المؤتمر الرابع في لندن. واتفق المجتمعون على أن يكون الاجتماع التاسع لمجموعة كبار المانحين في 16 يناير المقبل في الكويت لاستمرار متابعة العمليات الإنسانية في سوريا ودعم خطط التمويل والاستجابة الإنسانية. وتوجهوا بالشكر والتقدير إلى الكويت أميرا وحكومة وشعبا لاستضافتها هذا الاجتماع للدورة الثامنة على التوالي حرصا منها على تنسيق الجهود لدعم الوضع الإنساني في سوريا واستمرار هذه الآلية في متابعة تعهدات المؤتمرات الدولية للمانحين. وتوجه المشاركين بالشكر للدول والجهات الراعية للمؤتمر الدولي الرابع للمانحين الذي عقد بالعاصمة البريطانية (لندن) وكذلك الدول والجهات المانحة خلال المؤتمر. وأشاد المجتمعون بالدول المستضيفة للاجئين السوريين وخصوصا تركيا والأردن ولبنان والعراق ومصر لتحملها مسؤولية كبيرة إزاء اللاجئين مما يوجب استمرار تقاسم أعباء اللاجئين والمشردين السوريين ودعم دول الجوار السوري لمجابهة الأعباء التي تقع على عاتق هذه الدول. وكان الاجتماع التنسيقي لمجموعة كبار المانحين لدعم الشعب السوري انطلق في الكويت بمشاركة دولية واسعة من قبل عدد من ممثلي الدول المضيفة لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين وهي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر وممثل عن البنك الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية.