أوصى المشاركون في الاجتماع التنسيقي التاسع لمجموعة كبار المانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا اليوم، بمواصلة الجهود الدولية الانسانية وبذل المزيد من المساعي الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب السوري . وأكد المشاركون في البيان الختامي للاجتماع الذي استضافته دولة الكويت ضرورة الوفاء بالتعهدات ودعم خطط الاستجابة الإنسانية وتقديم الدعم للدول المضيفة للاجئين التي تتحمل عبئًا كبيرًا يفوق قدراتها الاقتصادية . وأشاروا إلى أهمية عقد (المؤتمر الدولي الخامس للمانحين) ودعوة الدول والجهات المانحة للمضي قدمًا في هذا الاتجاه بغية توفير الاحتياجات المتزايدة للنازحين واللاجئين السوريين . وشددوا على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لإقرار الحل السياسي للأزمة السورية في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2254) وتطبيق بيان (جنيف1) والقرارات الدولية ذات الصلة بهدف حقن دماء الشعب السوري وانهاء معاناته وإعادة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم وبدء أعمال الإعمار . ودعا المشاركون مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى العمل الجاد من أجل الضغط على الأطراف المتنازعة في سوريا لرفع الحصار عن المدن والقرى المحاصرة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية تطبيقًا لنصوص القانون الدولي الإنساني . ولفتوا الانتباه إلى ضرورة العمل على حماية المدنيين في ضوء النقص الحاد الذي تعانيه المناطق المحاصرة من مواد غذائية ودوائية ومستلزمات طبية وأدوات التدفئة لاسيما خلال فصل الشتاء القارس . وشددوا على ضرورة دعوة دول الجوار السوري إلى المشاركة في الاجتماعات المقبلة المقرر انعقادها في دولة قطر فضلًا عن ضرورة الربط بين برامج الإغاثة وبرامج تعزيز إمكانيات الأفراد والعائلات المتضررة من الأزمة السورية . كما استنكر المشاركون في بيانهم الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة شرق حلب التي أفضت إلى تطبيق مخطط وممنهج للتغيرات الديمغرافية والإخلال بالتركيبة السكانية . ودانوا عمليات تهجير عشرات الآلاف قسرًا إلى ريف إدلب وحلب الغربية بعد حصار دام أكثر من ثلاثة أشهر مقرونًا بقصف عشوائي أودى بحياة المئات من المدنيين لاسيما الأطفال والنساء والطواقم الطبية وعناصر الدفاع المدني وعمال الإغاثة في مشاهد مروعة ومفزعة . وأشاد المشاركون بدور دولة الكويت لاستضافتها هذا الاجتماع الدوري انطلاقًا من دورها الإنساني الريادي وحرصها على تنسيق الجهود لدعم الوضع الإنساني في سوريا ومتابعة تعهدات المؤتمرات الدولية للمانحين . وكان قد بدأت أعمال هذا الاجتماع في وقت سابق اليوم، بمشاركة عدد من ممثلي الدول المضيفة لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين وهي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر وممثلي البنك الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية، بهدف مواصلة بحث الأوضاع والمستجدات الإنسانية في سوريا والعمل على تفعيل خطط الاستجابة وتعبئة الموارد وحشد الطاقات لاسيما بعد المؤتمر الدولي الرابع للمانحين لدعم الوضع الإنساني هناك الذي عقد في لندن فبراير الماضي وبلغ إجمالي التعهدات خلاله أكثر من 10 مليارات دولار .