افتتحت اليوم بالكويت أعمال الاجتماع التنسيقي لمجموعة كبار المانحين الثامن لدعم سوريا بحضور ممثلين عن دول الجوار السوري ومنسقي الأممالمتحدة وممثل البنك الدولي. وأفاد رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الدكتور عبدالله المعتوق في كلمة له ان الاجتماع الثامن لكبار المانحين للشعب السوري يهدف إلى مواصلة بحث الأوضاع والمستجدات الإنسانية في سوريا وتفعيل خطط الاستجابة وتعبئة الموارد وحشد الطاقات خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن الاجتماع يتابع آخر مستجدات التعهدات خلال المؤتمر الدولي الرابع الذي عقد في لندن فبراير الماضي حيث بلغ إجمالي التعهدات من خلال الدول والجهات المانحة أكثر من 10 مليارات دولار. وأشار إلى أن الاجتماع ينعقد وسط مواصلة قصف العديد من الأحياء السكنية في سوريا وخاصة مدينة حلب وقتل المدنيين الأبرياء وتدمير المرافق المدنية والمنشآت الطبية، مبينا " أن هناك أكثر من نحو مليوني شخص يعيشون في مدينة حلب في حالة ذعر شديد بسبب الحصار والقتال الضاري المحتدم من حولهم، مؤكداً أن الموقف يزداد سوءًا يوميًا وأن هناك ما يقارب ال300 ألف شخص محاصرون في حلب الشرقية منذ بداية يوليو الماضي". ولفت إلى أهمية الاسراع في استئناف العملية السياسية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2254) وبيان اجتماع (جنيف 1) في يونيو 2012 وإيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري ويحقق مطالبه المشروعة والعادلة ويعيد اللاجئين والنازحين إلى ديارهم. ودعا المعتوق الدول والجهات المانحة الى سرعة الوفاء بتعهداتها خلال المؤتمر الدولي الرابع للمانحين وسرعة تحويل التعهدات الى مدفوعات فعلية لضمان انسياب العمليات الانسانية. من جانبه دعا نائب وزير الخارجية الكويتي بالانابة السفير جمال الغانم في كلمة مماثلة إلى مواصلة العمل الدؤوب والإصرار على بذل الجهود، مناشدًا الدول التي أعلنت تبرعاتها لدعم الأوضاع الإنسانية في سوريا والدول المجاورة المسارعة في الايفاء بتلك التعهدات وتقديم المساعدة للأشقاء السوريين. بدوره قال نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشراكة الانسانية في الشرق الاوسط ووسط آسيا رشيد خاليكوف في كلمته إن التصعيد والتفاقم الأخير في حلب خاصة أسهم في دمار المنازل والمرافق المدنية وتشتت الآلاف من المدنيين نتيجة فقدانهم لمنازلهم في الأيام الماضية. وأكد خاليكوف أن هذا الاجتماع يعد فرصة لاستماع واطلاع ممثلي دول الجوار السوري والمنظمات الانسانية المشاركة فيه على الوضع الانساني في سوريا وما وصل إليه من تقدم. من جهته، قال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس في كلمته أن بلاده تستضيف حوالي مليوني لاجئ مؤكداً رفض بلاده لأي نوع من أنواع "توطين" اللاجئين، موضحاً ان لبنان في ظل حاجته إلى مساعدة كبار المانحين لدعم سوريا في الوقت الحالي يقترح إعادة بناء للمناطق الآمنة في الداخل السوري لتكون مغرية للاجئين السوريين والعودة اليها عقب نزوحهم الى دول الجوار وهي وسيلة "أقل كلفة وأكبر جدوى". ويعقد الاجتماع التنسيقي الذي تستضيفه الكويت للدورة الثامنة على التوالي ليوم واحد ويشارك فيه عدد من ممثلين الدول المضيفة لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين وهي تركياولبنان والأردن والعراق ومصر وممثلين عن البنك الدولي والمنظمات الانسانية الدولية.