لم تترك قيادات الميليشيات الحوثية جريمة إلا وارتكبوها من قصف المدنيين وحصارهم وتجويعهم وقصف المستشفيات والتهجير والقتل والاغتيال والاعتقال لمعارضيهم، وصولاً إلى تجنيد الأطفال بل خطفهم من ذويهم من أجل تجنيدهم. وفي الثالث من الشهر الجاري طالب مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة، خالد اليماني، مجلس الأمن الدولي بالتحرك لوقف عمليات تجنيد الأطفال من قبل ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة. وفي جلسة لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في اليمن بنيويورك، أكد اليماني أن الميليشيات المتمردة، الموالية لإيران، مستمرة «في انتهاك حقوق الطفل اليمني». وأشار إلى تزايد «عمليات تجنيد الأطفال وزجهم في المعارك مع الجيش الوطني»، و«هو ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة في هذه المناطق التي مازالت القوى الانقلابية تسيطر عليها». وكانت عمليات تحرير مناطق يمنية من المتمردين كشفت عن بعض الانتهاكات التي ارتكبها المتمردون بحق الأطفال، ولاسيما على صعيد تجنيدهم للمشاركة في المعارك. وأوضح اليماني أن «عملية التجنيد للأطفال» من قبل ميليشيات الحوثي وصالح «تقوم على غسل عقولهم بالتطرف الديني والمذهبي والعنصرية المناطقية، وهو ما يمثل قنبلة موقوتة». وطالب أمام الأعضاء ال 15 مجلس الأمن الدولي بالتحرك لوقف عمليات تجنيد الأطفال «عبر تطبيق قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة.. التي أشارت إلى هذا الأمر صراحة». وكان وزير الخارجية السابق رياض ياسين كشف خلال مؤتمر صحافي من الرياض في أكتوبر الماضي عن انتهاكات خطيرة للحوثيين بحق اليمنيين عامة والأطفال خاصة، وقال إن الميليشيات ألقت القبض في عدن على عدد كبير من الأطفال وتم تجنيدهم من قبل الحوثيين، لافتاً إلى أنهم يفرضون حصاراً على إدخال الأسلحة دون مواد الإغاثة والوقود، إضافة إلى عملهم على توزيع استمارات لإحصاء المفقودين على كل اليمنيين. وكانت مصادر في المقاومة الشعبية قالت إنها أسرت أطفالاً كانوا يقاتلون في صفوف جماعة الحوثي. وبث ناشطون صوراً أكدوا أنها للأطفال الذين يقاتلون مع الجماعة بعدما خطفتهم وأجبرتهم على القتال في صفوفها في مدينة عدنجنوبي اليمن. وأفاد أحد الأطفال بأن الجماعة أخذته عنوة من عائلته وأجبرته على القتال ضد من سمتهم «التكفيريين». وكانت المقاومة الشعبية حصلت على أدلة عديدة تثبت تجنيد الحوثيين لأطفال دون السن القانونية وإجبارهم على خوض المعارك، رغم التقارير الدولية التي حذرت من مغبة تجنيد الأطفال واستخدامهم وقودا للنزاعات والحروب. واقتطع ناشطون مقاطع تليفزيونية لقناة «المسيرة» التابعة للحوثي، تظهر طفلا بالزي العسكري وهو يعتلي آلة حربية. ولا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد الأطفال المجندين في القتال الدائر باليمن. ورصدت تقارير صادرة عن منظمة الأممالمتحدة، «يونيسيف»، تجنيداً ممنهجاً للأطفال في مختلف المحافظات اليمنية، من جانب الميليشيات الحوثية وأنصار الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، وقدر تقرير ل (يونيسيف) نسبة الأطفال في الميليشيات بنحو 30%. وذكرت قناة سكاي نيوز الشهر الماضي أن مصادر عسكرية في المقاومة الشعبية كشفت أن المتمردين الحوثيين يقومون بتجنيد مسلحين بينهم أطفال في مدينة الراهدة جنوب شرقي تعز بعد الخسائر التي تعرضوا لها في المحافظة.