تتسم العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية بكونها علاقات تاريخية تقوم على التواصل والود والمحبة بين قيادتي وشعبي البلدين وتشهد تطوراً مستمراً على كل المستويات انطلاقاً من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما تجاه مختلف القضايا. وتأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ضمن إطار لتقوية العلاقات السعودية - الباكستانية وتطوير هذه العلاقات إلى آفاق جديدة من التعاون، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. وتعتبر العلاقة الثنائية بين البلدين رائدة سياسياً واستراتيجيا، إضافة في التبادل التجاري والثقافي والديني، وتهدف الزيارات الثنائية على كافة المستويات بين الجانبين السعودي والباكستاني لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين بغية تطوير تعاون مستمر على كافة الأصعدة، إضافة إلى جولات المحادثات المستمرة والشاملة والتي تتضمن الموضوعات الثنائية والاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي كانت دائماً تتسم بروح من المودة والدفء وأظهرت تطابقا في الآراء وتفاهما أخويا بين الجانبين. تعاون أمني وعسكري وزيارات متبادلة للوفود بين البلدين.. وإسلام آباد تساند الجهود الإقليمية الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف خلال الفترة القريبة الماضية، كانت باكستان من أوائل الدول في العالم التي بادرت بإدانة الاعتداءات الإيرانية على مقار البعثات الدبلوماسية في طهران ومشهد، وجددت إدانتها للاعتداء بعد الحادثة بأيام، وعبرت عن إيمانها بضرورة احترام الأعراف الدولية والالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، مؤكدة على أنها ستقف إلى جانب المملكة ضد أي تهديد يمس سيادتها ووحدة أراضيها. كما أن انضمام الجمهورية الباكستانية للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب والذي انطلقت فكرته من المملكة وسيكون مقره الرئيس في عاصمتها الرياض، هو أبلغ دليل عن مدى توافق الرؤي الاستراتيجية للبلدين في مختلف القضايا وعلى رأسها سبل محاربة الإرهاب، وأعلنت إسلام آباد في هذا الصدد أنها ترحب بأي جهود إقليمية أو دولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، ويعد التعاون الأمني والعسكري من بين أبرز أوجه التعاون بين الرياض وإسلام آباد، حيث تكررت زيارات الوفود الدورية لمسؤولي البلدين، واستمرت التمارين والدورات العسكرية المشتركة، ويجري البلدان تدريبات دورية تجري بالتناوب في البلدين باسم الصمصام عقد آخرها في المملكة في شهر أبريل العام الماضي. كما أجرت المملكة وباكستان مؤخراً تدريبات مشتركة لقوات مكافحة الإرهاب، وعادة تهدف هذه التدريبات العسكرية إلى تنمية وتبادل الخبرات بين قوات البلدين، وتعكس ما توصلت إليه العلاقات العسكرية بينهما. وفي مجال التعاون السياسي يحرص الجانبان على تبادل الآراء حول التطورات الاقليمية والدولية، مع التأكيد الدائم على التزامهما بمبادئ الشرعية الدولية وأهمية الحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين، في ظل استمرار الاتفاق على العمل المشترك لحل النزاعات القائمة في المنطقة على ضوء هذه المبادئ. ولي ولي العهد ووزير الدفاع الباكستاني في لقاء سابق