شيعت الجمهورية التركية أمس رجال الشرطة الذين قتلوا خلال اليومين الماضيين في هجمات شنها حزب العمال الكردستاني المحظور ضد أقسام شرطة ودوريات أمنية شرق البلاد. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن حصيلة اعتداء بالسيارة المفخخة وقع في مدينة ايلازغ (شرق) ارتفع إلى خمسة قتلى، مشددا على أن تركيا لن تتراجع أبدا في مواجهة حزب العمال. وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم قد توجه في وقت سابق إلى ايلازغ وقال للصحافيين "لا شك أن الاعتداء من فعل المنظمة الإرهابية. لا يمكن لأي حركة إرهابية أن تركع الشعب التركي". ونسب وزير الدفاع التركي فكري ايشيق مباشرة الهجوم الذي استهدف مقر الشرطة في هذه المحافظة غير الكردية في شرق تركيا إلى العمال الكردستاني. وقد تسبب بأضرار كبرى في المبنى المكون من أربع طبقات. وقال النائب عن محافظة ايلازغ عمر سردار وهو من حزب العدالة والتنمية الحاكم لشبكة "سي ان ان ترك"، "حتى الآن لم نشهد مثل هذا الهجوم في المدينة، ولا تلقينا معلومات عن هجوم محتمل". وكان المتمردون الأكراد قد استأنفوا حملة هجمات دامية طالت للمرة الأولى مناطق لا توجد فيها غالبية كردية وأوقعت 14 قتيلا الخميس، بعد بضعة أسابيع من الهدوء النسبي إثر الانقلاب الفاشل في تركيا. ومطلع الشهر، هدد المسؤول في حزب العمال جميل بايك بتكثيف الهجمات ضد الشرطة "في كل المدن التركية" وليس فقط في جنوب شرق البلاد حيث الغالبية كردية. وقال مصدر مقرب من الحكومة لوكالة الأنباء الفرنسية: "حزب العمال الكردستاني يريد الاستفادة من الأوضاع الراهنة في تركيا. كل منظمة إرهابية تهدف إلى استغلال الأزمات" في إشارة إلى الانقلاب الفاشل. وبعد ساعات استهدف المتمردون الأكراد قافلة عسكرية في بيتليس (جنوب شرق) بحسب وسائل إعلام وفجروا عبوة ناسفة لدى مرورها ما أسفر عن مقتل خمسة جنود و"حارس محلي" وإصابة سبعة عسكريين بجروح. وأظهر شريط فيديو التقط خلال الاعتداء كرة نار أدت إلى تحطم زجاج قاعة استقبال يرقص فيها المدعوون في حفل زفاف، قبل أن يبدؤوا بالصراخ مذعورين. وفان مدينة كبرى مختلطة بين الأكراد والأتراك وتعتبر وجهة سياحية معروفة قريبة من إيران وتتضمن مواقع أثرية. وكانت بمنأى نسبيا عن أعمال العنف المستمرة منذ 1984 وأدت إلى مقتل أكثر من أربعين ألف شخص. ودانت منظمة العفو الدولية الاعتداءات في بيان وقالت "أظهر المسؤولون عن هذه الجرائم ازدراء بحياة الأفراد ويجب إحالتهم إلى القضاء". ويصنف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةوتركيا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. وكان الحزب يطالب باستقلال الأكراد في جنوب شرق تركيا. لكن طلب الأكراد يتركز الآن على الاعتراف بحقوقهم وبحكم ذاتي أوسع. وكرر إردوغان الخميس أن حزب العمال الكردستاني وشبكة الداعية فتح الله غولن اتحدا من أجل زعزعة تركيا. وقال "بعد شبكة غولن، تولى حزب العمال الكردستاني ارتكاب أعمال العنف".