في مشهد معتاد لم تخلُ افتتاحية "دوري جميل" الموسم الحالي، من رؤية الجماهير لأسماء الكثير من اللاعبين المستهلكة فنياً وهي تتنقل من فريق إلى آخر، وتستقر في مراكز عدة، في معظم فرق الدوري كالطيور المهاجرة، وبات من الطبيعي على المتابع أن يرى هذا اللاعب، أو ذاك يستبدل قميصاً بآخر، من موسم إلى موسم، وسط مباركة إدارية وفنية، وإهمال واضح من الأجهزة الإدارية والفنية في الأندية، لمخرجات الدوريات السنية، وفي مقدمتها الدوري الأولمبي، الذي أضحى محطة لتنسيق اللاعبين الشباب، أو منحهم بطاقات الإعارة إلى أندية أخرى، لا تعتمد عليهم في الغالب. ومن الانصاف القول أن قلة من الأندية، منحت نجماً أو اثنين أوثلاثة، فرصة المشاركة مع الفريق الأول، إلا أن ذلك يتم على خجل، وبصورة مؤقتة، ولأسباب عدة، في مقدمتها إصابة بعض اللاعبين الأساسيين، مايحدث من تصاعد لظاهرة تدوير اللاعبين المستهلكين، أمست خطرا فنياً حقيقياً يهدد بروز المواهب في الكرة السعودية، والتي كانت المدرجات تحتفي بولادتها في مواسم فائتة، وتزامن ذلك مع تحقيق المنجزات وصعود المنصات، في وقت مضى ليس سراً أنه تزامن مع استهلال عصر الاحتراف، الذي أحرق مواهب شابة، على دكة البدلاء أو خارج أسوار النادي وأجبرها على التواري، هنا المسؤولية تقع أولاً لا محالة على إدارات الأندية، ويشاركها في ذلك اتحاد الكرة الذي يقف متفرجاً على استمرار الدوري الأولمبي، بعد أن أثبتت التجارب الموسمية في تنظيمه أنه مضيعة للوقت، من دون فوائد فنية تذكر، والحقيقة التي لامناص أمامها أن الاعتماد على اللاعب الجاهز والخبير، دون النظر لمستوياته الفنية، يظل هدفاً استراتيجياً لإدارات الأندية وأجهزتها الفنية، لم يقتصر على دوري جميل، بل تعداه نحو دوريات الدرجة الأولى والثانية، وصولاً للثالثة، ويبدو أنه سيستمر طويلاً حد القناعة بفشله، والإيمان بأهمية منح الفرصة لبروز اللاعبين الشباب، والعمل على استقطاب أجهزة فنية متخصصة، تعني بصقلهم وتقديمهم كنجوم صاعدة في الملاعب، التي افتقدت تواجدهم في المواسم الفارطة، ومع بداية الموسم الجديد، ما أثر سلباً على مخرجات الكرة السعودية في هذا الصدد، وتواصل معها ترديد المعلقين خلال المباريات لأسماء مستهلكة، تتنقل من فريق إلى آخر، حتى لو طافت جل أندية الدوري، فلا جدوى من بقائها في الملاعب، سوى مزيد من الهدر المادي والفني.