تبرز ظاهرة تدوير اللاعبين المنسقين بين الأندية، مع ختام كل موسم، وبداية فترة الانتقالات، وتنشط بصورة ملحوظة بين أندية الوسط والمراكز المتأخرة في الدوري، فيما تظهر بصورة محدودة في أندية المقدمة، التي تكتفي غالبا بدور تنسيق اللاعبين وتوجيههم إلى أندية أخرى. ورغم أن هذه الظاهرة برزت مع عصر الاحتراف الذي شهدته الملاعب السعودية قبل عقدين من الزمن، وتصادق عليه أنظمة الاحتراف وشؤون اللاعبين، إلا أن تدوير اللاعبين المنسقين بين الأندية في كل موسم، بات يهدد تصعيد اللاعبين الشباب وفرصتهم في تمثيل أنديتهم، واختفت المواهب الكروية الشابة في زحمة المنسقين، إذ باتت الأندية تعتمد على جاهزية وخبرة اللاعب المنسق، أكثر من إتاحة الفرصة لمواهب النادي، ولاعبيه الشباب، الذين يتوقون لمنحهم الفرصة ومعها الثقة. الغريب أن غالب اللاعبين المنسقين الذين يتم تدويرهم تكون دكة البدلاء في استقبالهم في بعض الأندية طوال الموسم، دونما فائدة فنية حقيقية، فيما لا يستمر البعض الآخر مع ناد واحد أكثر من موسم، ليحدد بعد ذلك وجهة أخرى ينتقل لها في موسم جديد، حتى بات من المألوف أن نجد لاعبا خاض أربع تجارب أو أكثر بين أنديتنا المحلية في بضعة مواسم. وفي هذا الصدد لايمكن تجاوز حقيقة استفادة بعض الأندية من بعض اللاعبين المنسقين، وتبرز في هذا الجانب تجربة بطل الدوري الفتح، إلا أنه لايمكن القياس عليها باستمرار، فنسبة نجاح معظم اللاعبين المنسقين تتضاءل مع كل تجربة جديدة، وتظل الخسائر المادية التي تتكبدها الأندية جراء التعاقد مع لاعبين منسقين جانب مهم في هذا الإطار، بحاجة إلى وقفة إدارية وفينة من الأندية، ودراسته حتى لاتتكرر التجارب بإخفاقاتها الموسمية. المنتخبات السعودية بكافة فئاتها ودرجاتها هي أيضا تقع ضحية لتدوير اللاعبين المنسقين بين الأندية، وغياب المواهب الشابة جراء ذلك، فتصبح الخيارات والاختيارات العناصرية أمام الأجهزة الفنية للمنتخبات في أضيق حدودها، ولعل ذلك سببا وجيها من أسباب أخرى متعددة، لإخفاقات الكرة السعودية في المواسم الأخيرة.