بعد توقف دام ثلاثة أشهر وستة أيام، تعاود عجلة الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم الانطلاق وسط ترقب وإثارة كبيرين خصوصاً بعد التغييرات الكثيرة التي طالت أكثر من جهاز فني في صفوف الفرق المنافسة على اللقب. والأمر ينطبق على اندية مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشلسي التي اختارت مدربين جدداً لها لفتح صفحة جديدة بعد موسم مخيب لم يرق الى التطلعات. وتعاقد مانشستر يونايتد مع البرتغالي جوزيه مورينيو في محاولة لاستعادة هيبة الفريق التي خسرها بعد اعتزال مدربه الاسطورة السير اليكس فيرغوسون في ابريل عام 2013 مانحا اللقب الأخير ل"الشياطين الحمر". واختار مانشستر يونايتد بديلا له مواطنه ديفيد مويز الذي فشل فشلا ذريعا ولم يمكث في منصبه سوى عشرة اشهر اقيل بعدها وتمت الاستعانة بخدمات المدرب الخبير الهولندي لويس فان غال. واذا كانت الامور تحسنت بعض الشيء بإشراف الهولندي، فان عروض الفريق كانت مملة ولم يبد اللاعبون راحة للصرامة التي كان يبديها فان غال في التمارين وفي خياراته التكتيكية. وازاء فشل الفريق في احتلال مركز مؤهل الى دوري ابطال اوروبا في نهاية الموسم الفائت، قررت ادارة النادي اقالة فان غال (في اليوم الذي توج فيه بطلا للكأس المحلية) والاستعانة بمورينيو. سارع الأخير الى عقد صفقات مبكرة لتعزيز صفوف فريقه كان اخرها واحدة قياسية لضم الفرنسي بول بوغبا مقابل 89 مليون جنيه (105 ملايين يورو)، بالاضافة الى النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش. اما مانشستر سيتي فأقال مدربه التشيلي مانويل بيليغريني بعد العروض الباهتة الذي قدمها الفريق بإشرافه الموسم الماضي وحصل على خدمات الاسباني بيب غوارديولا في محاولة لمنح دينامية جديدة للفريق. وبدأ غوارديولا ورشة عمل كبيرة من خلال التعاقد مع وجوه شابة على رأسها مدافع ايفرتون ومنتخب انكلترا جون ستونز والظهير الالماني ليروي ساني بالاضافة الى مواطنه ايلكاي غوندوغان والبرازيلي غابريال جيسوس والاسباني نوليتو. في المقابل، خاض تشلسي موسما للنسيان فشل في نهايته حتى في احتلال مركز مؤهل لاحدى المسابقتين الاوروبيتين علما بانه بدأه باشراف مورينيو وانهاه بقيادة الهولندي المخضرم غوس هيدينك. اما الان فيتولى تدريبه الايطالي المحنك انطونيو كونتي الذي قاد منتخب ايطاليا الى الدور ربع النهائي من كأس اوروبا. ويعرف عن كونتي بانه مدرب متطلب ويعرف كيف يحث لاعبيه على تقديم افضل ما لديهم على ارضية المستطيل الاخر تماما كما كان يفعل هو في صفوف يوفنتوس والمنتخب الايطالي. وتعاقد كونتي مع الفرنسي نغولو كانتي احد ابرز نجوم الموسم الماضي في صفوف ليستر سيتي بطل الدوري، ومع المهاجم البلجيكي الدولي ميتشي باتشواي، ويحاول ضم مواطنه روميلو لوكاكو من ايفرتون علما بان دافع عن الوان البلوز قبل ان يتخلى عنه. وستكون مهمة ليستر سيتي في الدفاع عن اللقب صعبة للغاية بعد ان ضرب عرض الحائط بالتوقعات الموسم الماضي وتوج باللقب المحلي للمرة الاولى في تاريخه. واستحق ليستر اللقب لانه تقدم على اقرب منافسيه بفارق عشرة نقاط ولم يخسر سوى ثلاث مباريات. وسعى ليستر بدوره لتدعيم صفوفه، حيث تعاقد مع الفرنسي مندي نامباليس والنيجيري احمد موسى مندي مقابل 13 و16 مليون جنيه استرليني على التوالي، وحارس المرمى الالماني رون روبرت تسيلر والمدافع الاسباني لويس هرنانديس واليافع البولندي بارتوش كابوستكا. اما ارسنال الساعي الى احراز لقبه الاول في الدوري منذ عام 2004، فلم يبادر الى تعزيز صفوفه باستثناء تعاقده مع لاعب الوسط السويسري الدولي غرانيت تشاكا، في حين يأمل باتمام صفقة قلب الدفاع الالماني شكودران مصطفي من فالنسيا في ظل الازمة الدفاعية التي يعاني منها في ظل غياب الالماني العملاق بير ميرتيساكر والبرازيلي غابريال بداعي الاصابة، والعودة المتأخرة لمدافع الآخر الفرنسي لوران كوسييلني. وسيكون الموسم الجديد حاسما في تحديد مستقبل مدربه الفرنسي ارسين فينغر الذي ينتهي عقده مع المدفعجية في يونيو 2017. ويأمل توتنهام ان يواصل عروضه الجيدة كما فعل الموسم الماضي حيث ظل منافسا بقوة على اللقب حتى الامتار الأخيرة قبل ان ينهار ويتنازل عن المركز الثاني لمصلحة جاره في شمال لندن أرسنال في المرحلة الاخيرة. وسيحمل برنامج اليوم مباريات سيتي وليستر سيتي، وبيرنلي وسوانسي سيتي، وكريستال بالاس ووست بروميتش البيون، وايفرتون وتوتنهام، وميدلزبره وستوك سيتي، وساوثمبتون وواتفورد، ومانشستر سيتي وسندرلاند، فيما يلعب غدا بورنموث ومانشستر يونايتد، وارسنال وليفربول ويلعب الاثنين تشلسي ووست هام.