بطبيعتي لا أؤمن بالنهايات، فكل نهاية هي بداية جديدة، ومثلما الحب الذي أسقط كثيراً من الفرسان من سروجهم، مازالت المرأة في الحياة هي البداية في كل نهاية، وهي التي تُسقط المصداقية من سرجها في هذه الحياة. وحكاية المرأة بدأت منذ بدء الخليقة، والحوارات التي تدور عنها، والكتب التي كتبت فيها، والاشعار التي تغزلت بجمالها ورقتها لم تنصفها حتى الآن، يبدو أننا أمام معضلة، فحالة المرأة لدينا تشبه قصة القمر في الاكوادور وبيرو فهما مرتفعتان عند بحيرة (تيتكاكا) أربعة عشر ألف قدم، فتكونان الأقرب للقمر، حيث يكون القمر هناك هائل الحجم يرعب الناس، يبزغ مع هالة دموية محتلاً نصف السماء فيصطبغ كل شيء باللون الأحمر. وهذه الظاهرة الكونية بطلها القمر الذي أحبه الشعراء وتغنوا به وشبهوه بجمال حبيباتهم، الا أنهم مازالوا يخافون منها ومن تقدمها فتتضخم لديهم فكرة استقلاليتها وإدارة شؤونها وحدها فيبدأ الضغط عليها بشكل عكسي نفسي، إلا أن النساء بشجاعتهن مازلن يضحكن للصباح أملاً بتغيير قريب. وقد بدأت الحركة النسوية الأولى والتي كانت تهدف الى حصول المرأة على حقوقها من القرن 19 حتى بداية القرن 20، أما الحركة النسوية الثانية فكانت بطرح فكرة المساواة بين المرأة والرجل في المؤتمرات الاوروبية الا انه كان هناك وصف ساخر للمجتمع المثقف الذي ينادي بهذه الحقوق، حيث اطلق عليه (مجتمع الجوارب الزرقاء) "ويكيبيديا". وقد استخدم هذا المصطلح في القرن ال19، وكان يرمز للنساء المثقفات وهن لسن منظمة ولكن مجموعة نساء لم يكن متعلمات، وكن يحاربن من أجل ان تدخل النساء الجامعات، والمشاركة في التصويت والانتخابات، وبعد ذلك وفي عام 1970 اعتبر هذا اللقب دليلا على الحركات النسائية، ولكن في الاصل استخدم المصطلح كقالب ساخر، والذي كان يطلق على الرسل الذين كانوا دائما يرتدون جوارب زرقاء في القرن 17-18، وهذه اللغة والسخرية لم تستمرا فها هي المرأة في العالم تنتزع حقوقها يوماً بعد يوم، وها هي حياتها مرتبة بسبب القانون الذي يحميها فلها مثل ما عليها، وعندما طرقن بوابة الحقوق انفتحت البوابة على مصراعيها، وهذا ما نتمناه هنا في بلدي، بلد الشريعة التي كفلت لكل انسان حقوقه، حيث الأمل موجود والتغيير قادم للمرأة السعودية لا محالة.