رسخ مساعد الزويهري اسمه في ذاكرة الأهلاويين، وحجز مقعداً في قلوبهم لا يمكن أن يتزحزح منه مهما طال الزمن كونه جعل "الراقي" لا يفارق منصات "الذهب" منذ أن تولى رئاسته مطلع الموسم الماضي، وتمكن "الرئيس الذهبي" كما لقبه عشاق "الأخضر" من حصد "الثلاثية" التاريخية، ليس كذلك فحسب بل أنه كسر "عُقدة" الدوري السعودي التي لازمتهم طوال عقود من الزمان عندما قاده إلى التتويج به في الموسم الماضي، ويعيش الأهلاويون مع الزويهري أياماً "ذهبية"، بدأها بلقب "دوري عبداللطيف جميل"، وأتبعها بتحقيق البطولة الأغلى كأس خادم الحرمين الشريفين، وفي عاصمة الضباب "لندن" أدخل كأس السوبر إلى خزينة النادي لأول مرة في تاريخه على حساب حامل اللقب وزعيم البطولات السعودية "الهلال". وعلى الرغم من أنها التجربة الأولى للزويهري على كرسي الرئاسة إلا أنه سرق الأضواء من بقية رؤساء الأندية، وأثبت للجميع بأنه عند ثقة رمز الأهلي و"الأب الروحي" الأمير خالد بن عبدالله، ولعل الجميل في "أبو هليّل" أنه من نوعية الرؤساء المثاليين والعقلانيين، إذ ترك لغيره البحث عن الإثارة واستفزاز الخصوم ومحاولة جلب الأضواء بالتصريحات الرنانة، وتفرغ لخدمة ناديه الذي نال نجومية الموسم الماضي، وبدأ موسمه الجديد بلقب "السوبر". واستطاع الرئيس الأهلاوي أو "وجه الخير" كما يطلق عليه من قبل الأهلاويين أن يحافظ على تماسك فريقه، رغم موجة الاستقالات الإدارية والتي تمثلت في رحيل نائبه عبدالله بترجي واستقالة مدير الكرة موسى المحياني وابتعاد المشرف العام طارق كيال نظراً لانضمامه إلى المنتخب السعودي، ليس كذلك فحسب بل ان "الراقي" عانق الذهب وجدد تفوقه على "الأزرق" رغم أنه افتقد خدمات الحارس عبدالله المعيوف والمدافع أسامة هوساوي بعد انتقالهما لمصلحة الأخير، كما بدأ الموسم بجهاز فني يقوده البرتغالي غوميز بعد رحيل المدرب السابق السويسري غروس. ويتميز "الخلوق" مساعد الزويهري بعلاقته القوية مع اللاعبين وقربه منهم، الأمر الذي انعكس إيجابياً على روحهم القتالية داخل الملعب، ومعنوياتهم، كما أنه استطاع بطريقته الخاصة أن يرد على من قللوا منه عندما رأس "الراقي" وراهنوا على فشله، فجاء الرد قوياً بإنجازات تاريخية متتالية جعلت "الأخضر" يتفوق على جميع الأندية. المهمة أصبحت أكثر صعوبة من قبل بالنسبة للإدارة الأهلاوية برئاسة الزويهري، فالبطولات الثلاث المتتالية رفعت سقف طموحات أنصار النادي، إذ باتوا لا يفكرون إلا في "العالمية" من خلال التتويج بلقب دوري أبطال آسيا، وبلا شك أن "الأخضر" قادر على فعل ذلك لاسيما وأنه يحظى بدعم كبير من "رمزه" خالد بن عبدالله الذي أكد رئيس النادي بأنه "محسود عليه"، لكن في المقابل لابد أن يكون العمل موازياً للطموحات، وهو ما تأمله الجماهير الأهلاوية، خصوصاً وأن بطل كأس السوبر خلال النسخ الثلاث الماضية يفاجئ أنصاره ومحبيه بمستويات اقل من المتوقع، كما كان الحال مع الفتح ثم الشباب فالهلال.