يختزل كتاب المؤلف عبدالعزيز عبدالمحسن التويجري رحمه الله ‹›حاطب ليل ضجر›› المنبثق دلالته من قول الشاعر «ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل» مسارات فكرية فلسفية ذات أبعاد نورانية في هيئة رحلة صريحة في فهم الذات وإيجاد إجابات لعدة أسئلة أثقلت كاهل المؤلف. فقد نم الكتاب عن شخصية مثقفة فكرية ربطت كلاً من التعبير عن الرأي والواقع بجدارة متينة وحين تجتمع الثقافة وخلاصة تجربة الحياة بمتانة المفردات لتستخلص «ضروب من الحنين الخائف ومن القلق المتأرق ومن الطموح المتوثب» كما وصفها الأستاذ الدكتور زكي محمود وهذه الضروب هي وقائع يومنا وربما مستقبلنا. ستستدل ذلك كقارئ حين يكون الكتاب بين يديك لتجد يديك ترتجف من وعورة الرحلة في فهم الذات لتبحث عن مكان رحب كما لو كنت في خيمة هوادج الصحراء تحتطب فيها ليلاً نهاراً متسائلاً عن وهج الحياة وفلسفتها عن أحداث الزمن الفائرة عن وكنات العقول برسائل فكرية مدموجة بالكثير من الاستعارات الإبداعية ذات الطابع الصحراوي والحياة الشبه القاسية. بعث الكاتب هذه الرسائل ليس فقط لأبويه بل لأبويك أنت كقارئ وأنا ككاتب نعم -لآدم وحواء- وكأنه يريدنا أن نعود للخلف ونسترجع قيم الكثير من الأشياء، بعث هذه الرسائل إليهما بعد أن ضجرت «الرسائل» من هذه الرحلة فطرحت لتستريح من عناء طول السفر، أرسل الرسائل إليهما بالرغم من أنه يعلم بأن لا جواب لهذه الرسائل؛ ربما هدفه بإيجاز كان التخفيف عن ذاته وإيقاظ الآخرين لفهم ذواتهم. ظل مؤلفه -كتاب حاطب ليل ضجر- رغم أن إصداره تجاوز عشرة أعوام ذا رهبة فكرية وفلسفة ذاتية دلست على قلم الكاتب وأثارت عدة أسئلة لدى القارئ فما لبث أن يطرح هذه الرسائل ليستريح من هذه الرحلة حتى أثار رحلة فائرة في ذات القارئ؛ لذا حين تقرر أن تقرأه فأنت تقرر أنت تكون في رحلة مع فهم الذات.