تأثرت كغيري ممن يعرف الدكتور عبدالله العسكر رحمه الله بخبر وفاته، فقد جاء الخبر كالصاعقة، رغم طول الفترة التي لم التق فيها بالدكتور رحمه الله إلا أنني أكن له كل محبة وتقدير، وأتذكر حديثه وتقاسيم وجهه كأنه اليوم، فقد كان آخر عهدي فيه عندما كنت طالبا بقسم التاريخ بجامعة الملك سعود في العام 1417ه، حيث كان الدكتور عبدالله يحظى بحب جميع الطلاب لتواضعه وتعاونه مع الجميع. كان حديثه لا يمل، كثيرا ما مررت عليه بمكتبه الذي لا يغلق بابه عندما يكون بداخله.. مواقف كثيرة وجميلة أتذكرها للدكتور عبدالله رحمه الله، لم يكن يعاملنا كطلاب ومعلم.. كان قريبا منا، مازحته ذات يوم أمام قسم التاريخ بكلية الآداب، وكان وقتها رئيسا للقسم، فقد سبقته لباب القسم وآثرت أن أنتظر ولا أدخل قبله رحمه الله، فأصر أن أدخل أولا، فقلت : كيف أدخل قبل رئيس القسم؟، فتغير وجهه وامسك بيدي ليقول: «يابني لا تنظر للمنصب فالمناصب زائلة والرجل قيمته ومكانته بأخلاقه». رحم الله الدكتور عبدالله العسكر واسكنه فسيح جناته.