وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في كلمة مسجلة بثها التلفزيون الرسمي المخططين للانقلاب الفاشل "بالإرهابيين الذين يرتدون زيا عسكريا" وقال إن جميع من شاركوا في هذه المحاولة سيُحاكمون. وأضاف "كل المتورطين في محاولة الانقلاب ستحاسبهم الدولة وقوات الأمن والقضاء على أفعالهم. وحتى الآن تم اعتقال 13165 شخصا". وفي كلمته أشار إردوغان إلى مرسومه الأول منذ فرض حالة الطوارئ الذي أمر فيه بإغلاق آلاف المدارس الخاصة والجمعيات الخيرية وغيرها من المؤسسات. وقال "مع نشر المرسوم في الجريدة الرسمية تم تمديد فترة الاحتجاز من أربعة أيام إلى شهر. وبدأنا فصل الموظفين الحكوميين الذين تربطهم صلة بمنظمة فتح الله الإرهابية. وقررنا إغلاق 934 مدرسة و109 بيوت طلابية و15 جامعة و104 مؤسسات و35 معهدا صحيا و125 منظمة خيرية و19 اتحادا." وتشتبه السلطات التركية أن المدارس والمؤسسات التي يجري إغلاقها لها صلة بفتح الله غولن المقيم في الولاياتالمتحدة وتتهمه أنقرة بالتخطيط لانقلاب يوم 15 يوليو والذي له الكثير من الأتباع في تركيا. وقالت وكالة الأناضول للأنباء إن محمد سعيد غولن ابن شقيق فتح الله غولن اعتقل في مدينة أرضروم في شمال شرق تركيا وسينقل إلى أنقرة لاستجوابه. وتشمل الاتهامات التي قد توجه له انتماؤه لمنظمة إرهابية. وقال مسؤول في الرئاسة إنه تم أيضا اعتقال أحد كبار مساعدي غولن يدعى هاليش هانجي الذي وصف بأنه الذراع الأيمن لغولن ودخل تركيا على ما يبدو قبل يومين من محاولة الانقلاب. في هذه الأثناء تستعد ساحة تقسيم الشهيرة بوسط إسطنبول لتظاهرة كبيرة دعما للديموقراطية ستضم للمرة الأولى قسما من المعارضة والحزب الحاكم، إثر فشل المحاولة الانقلابية. ويأتي هذا التجمع بعد ثمانية أيام على محاولة الانقلاب التي خلفت 270 قتيلا واعقبتها حملة تطهير واسعة في الجيش والقضاء والتعليم والإعلام، من قبل النظام الذي تفاجأ تماما بالعملية. ودعا حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي)، أكبر أحزاب المعارضة، إلى هذا التجمع في إسطنبول وانضم حزب العدالة والتنمية (إسلامي محافظ) الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى الدعوة. وبعيد ظهر أمس نصبت خيام ولافتات كتب عليها "لا للانقلاب". وانتشر مراسلو قنوات التلفزيون في تغطيات مباشرة من الساحة وأقيمت حواجز أمنية. وعادة ما تشهد ساحة تقسيم الفسيحة المعارك الكبرى من أجل الديمقراطية في تركيا. وكانت في 2013 مقر أسابيع من التظاهرات العنيفة التي هزت نظام الرئيس رجب إردوغان. ودعا نائب رئيس هذا الحزب تاكين بنغول المواطنين إلى القدوم إلى ساحة تقسيم "رافعين علماً تركياً وصور أتاتورك وحبهم لتركيا في القلوب". وأضاف بنغول "أنه تجمع ينظمه حزبنا، بدعوة منا لكن جميع مواطنين مدعوون، لا يجب أن ترفع إلا الأعلام التركية وصور أتاتورك في التجمع. ولا يجب أن تكون هناك حتى رايات حزبنا الذي ينظمه". وفي معسكر حزب العدالة والتنمية يتجمع الأنصار في الشوارع والساحات بما فيها تقسيم كل مساء منذ 16 يوليو بعد أن دعاهم إردوغان للبقاء في الشارع. وفي مقال نشرته صحيفة "خبرتورك" أكد رئيس الوزراء بن علي يلدريم أن "الجمهورية التركية هي الآن أقوى من أي وقت مضى". وقال "إن تركيا تسهر على الديموقراطية في كافة أنحاء البلاد، وسيستمر ذلك طالما لم يتم التخلص من العناصر المعادية للديموقراطية". وفي الوقت الذي تنهمر فيه الانتقادات على تركيا بسبب عملية التطهير هذه، رفض إردوغان السبت التحفظات والانتقادات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن. وقال في مقابلة مع قناة "فرانس 24" الفرنسية إن "ما يقوله (المسؤولون الأوروبيون) لا يهمني ولا أستمع إليهم". وحذر الرئيس التركي من أن الرد على أنصار الداعية فتح الله غولن الذي يتهمه بالوقوف خلف محاولة الانقلاب والمقيم في المنفى في الولاياتالمتحدة، لن يضعف. وترجمت تصريحات وزير الزراعة فاروق جيليك حنق أنقرة على أنصار غولن وذلك في "سهرة من أجل الديموقراطية" نظمت في شانلي أورفة (جنوب شرق) مساء. وقال بشأن الانقلابيين "(أقول) أنا وزير الأغذية والزراعة وتربية الماشية، إنه حين يقال عن هؤلاء أنهم حيوانات ففي ذلك إهانة كبيرة للحيوانات". إردرغان يتعهد بملاحقة الانقلابيين خلال كلمة تلفزيونية (أ ب)