سيذكر التاريخ أن رواد الأعمال هم من يغيروا مجرى العالم بأفكارهم وابتكاراتهم، والقاسم المشترك بين الكثير من المشروعات الريادية التي باتت عملاقة وتوظف عشرات الآلاف انها بدأت صغيرة، فإيكيا التي أسسها السويدي إينغفار كامبراد في سن 17 توظف اليوم 147 ألفاً حول العالم بينما المشروعات الريادية الصغيرة قبل عقود (جوجل وأبل وميكروسوفت) توظف قرابة 300 ألف موظف. ريادة الأعمال اليوم أهم من أي وقت مضى حيث إن العالم اليوم يعاني من التقليص المستمر في فرص العمل الناجمة عن الأتمته والتغير في أنماط حياة المجتمعات وهو ما يعرض الكثير من الاستثمارات إلى خطر الإفلاس وزيادة معدلات البطالة. والحقيقة أن فكر ريادة الأعمال تطور بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية مع انتشار مسرعات وحاضنات الأعمال، وفكرتها الأساسية توفير دعم مالي محدود في بداية المشروعات وتدريب مكثف لرواد الأعمال باستضافة خبراء ليستفيد رواد الأعمال منهم في إدارة المشروعات مما يقلل من إمكانية إخفاقها ويزيد فرص نموها وربحيتها، ويكفي أن أشير إلى مساهمة مسرع الأعمال واي كمبينيتر في الولاياتالمتحدة في تأسيس أكثر من ألف مشروع ريادي قيمتها السوقية مجتمعه 65 مليار دولار (243 مليار ريال) وهو ما يوضح الدور الكبير الذي تلعبه مسرعات الأعمال في دعم نمو الاقتصاد إذا ما قارنا الرقم السابق ببقية مسرعات وحاضنات الأعمال. وحول العالم باتت مشروعات ريادة الأعمال جزءا من خطط الحكومات لزيادة فرص العمل، فالهند على سبيل المثال بحلول 2020 تخطط لزيادة 3 ملايين فرص عمل لمواطنيها من خلال ريادة الأعمال، ويدعم من هذا التوجه وجود أكثر من 50 مسرعا وحاضنة أعمال منتشرة في عدد من المدن الرئيسية. ريادة الأعمال هي سر نمو اقتصاديات الدول وهي الضمانة الرئيسية لتنويع مصادر الاقتصاد وزيادة فرص العمل، فالمشروعات التي تنمو لا تولد فرص عمل داخلية فحسب بل تنمو شركات أخرى على ضفافها لدعم التشغيل وهو ما يعني نمو قطاعات اقتصادية مختلفة، والمطلوب الآن تطوير فكر ريادة الأعمال لدينا لإطلاق جيل جديد يساهم في دعم الاقتصاد وفرص العمل وكلمة السر مسرعات الأعمال. [email protected]