هناك عدة عوامل واعتبارات تسبق قرار اتخاذ الإجازة السنوية تشكل أهمية بالغة للفرد والأسرة منها التشاور وعدم فرض الرأي فالقرار جماعي يشترك فيه أفراد الأسرة القادرين على اتخاذ القرار ويكون ذلك بالتخطيط المسبق ورصد الميزانية المناسبة، حتى تكون الإجازة ممتعة ومجددة لنشاط الموظف والأسرة، وتختلف رغبات الاسر ما بين سياحة في الداخل او سياحة في الخارج، وكل واحدة تتطلب ترتيبات معينة تتلاءم مع طبيعة تلك الاجازة وكيفية قضائها. اتخاذ القرار في البدء رأت د.نورة بنت عبدالله أبا الخيل -أستاذ الإدارة العامة المشارك- أن على الأسرة عند اتخاذ قرار الاجازة السنوية في الخارج أن تراعي عدة أمور منها: اختيار منطقة وبلاد آمنة ومستقرة وبعيدة عن أي اضطرابات سياسية أو اجتماعية وأن تكون الأجواء المناخية معتدلة وليست شديدة الحرارة أو البرودة مع إمكانية توفر مسكن عائلي مريح ومناسب من ناحية الأمن والموقع والخدمات والتكلفة المادية بما يتناسب مع الميزانية بالإضافة إلى توفير وسائل مواصلات مناسبة وآمنة. وتؤكد أنه في حالة اصطحاب الأطفال فبالإضافة لما سبق يكون التركيز على الدول والأماكن ذات الأنشطة الترفيهية التي تسمح باشتراك جميع أفراد العائلة معاً فيها، والتي تتوفر فيها الخدمات والخبرة في التعامل مع الوافدين بهدف السياحة والتي تضم مواقع ترفيهية، مثل البحر وملاهي متميزة على مستوى عالمي ومبهرة وسينما وحدائق عامة وخاصة "مثل حدائق الزهور، الحيوانات، الطيور، الفراشات" بالإضافة لمطاعم الأكلات السريعة وكذلك مطاعم راقية. أما في حالة موافقة أبناء في سن الشباب فيراعى أن يكون بلد الزيارة فيه أجواء شبابية مثل الحدائق العامة، مناطق للتخييم (مخيمات)، أنشطة ورياضات بحرية، أماكن فنون مختلفة مثل سينما ومسرح ومتاحف، مقاهي تسمح بالجلوس الحر المطل على الأسواق، مراكز تسوق مناسبة. وتشير د.أبا الخيل إلى أهمية أن تكون الإقامة وسط المدن في حالة عدم اصطحاب الأبناء مع توفر أماكن التسوق الهادئ وأماكن وممرات مناسبة للمشي على الأقدام وحدائق عامة، مقاهي مفتوحة ومغلقة، مطاعم مناسبة، سينما، مسرح، مؤكدة على توفر خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية وخدمات المراكز المالية مثل البنوك وأماكن مناسبة للتسوق مع مراعاة التخطيط المبكر والحجوزات في أوقات ملائمة للحصول على أسعار مناسبة لميزانية الأسرة للتذاكر والإقامة وأن يكون موعد الإجازة واختيار المكان قد تم بالتشاور مع جميع أفراد الأسرة القادرين على اتخاذ القرار وتجنب فرض الرأي وذلك لتحقيق أكبر قدر من المتعة والفائدة لجميع أفراد الأسرة لأن هذه الإجازة من حق الجميع بعد عام حافل بالعمل والجهد وتكون حافزاً لتجديد النشاط والهمة. سياحة داخلية وخارجية ويرى الأستاذ أحمد بن عبدالعزيز الربيش -رجل أعمال- أن تبدأ الأسرة النقاشات والمداولات والاستشارات الداخلية والخارجية حول مكان وزمان قضاء الإجازة بورش العمل للتخطيط والتحضير لها وقال: تعتبر الإجازة الصيفية هي المتنفس الوحيد لشحن الطاقة التي بذلناها طوال العام ولنبتعد قليلاً عن عناء العمل وضغوطاته، ولنشارك أطفالنا أيام جميلة في مدن ترفيهية وشواطئ رملية، فعلى مدى سنة دراسية كاملة ما بين واجبات منزلية وامتحانات دورية تجدهم ينتظرون الإجازة بفارغ الصبر، فقد يكون الحلم بإجازة سنوية مريحة وممتعة سهلاً، إلاّ أن تخطيطك لها بفترة كافية قد يجعلها أكثر استمتاعاً. وأضاف نظراً لعشقي الأزلي للسياحة الداخلية فإن ذلك يتطلب مني مجهودات إضافية للبحث عن أماكن ومتنزهات تضفي على الإجازة المتعة والراحة، فكما نعلم بأن السياحة الخارجية لها مزايا كبيرة جداً بداية من العروض التسويقية والأسعار التنافسية وتوفر الخدمات والأماكن الراقية لسكن السياح وانتهاء بنظافة المتنزهات وكثرتها، وهذه الأشياء مع الأسف ربما يصعب توفرها داخلياً ونأمل أن يأخذ هذا الموضوع ما يتطلبه من الأهمية والعناية بالشكل الذي يساعد المواطنين على التمتع بإجازاتهم داخل وطنهم ويجعل مردوها – الذي لا يستهان به– يعود بالفائدة على الوطن وأبنائه. واستطرد بقوله: من الأشياء التي أحرص عليها خلال الإجازة تنظيم الوقت حيث أحرص على أخذ أسرتي لزيارة الحرمين الشريفين في وقت مناسب ولا يتعارض مع تواجد الحجاج والمعتمرين، وكذلك حجز شاليهات في شواطىء متميزة وغير مزدحمة بالمصطافين ومن ثم القيام بجولة في مصائف وطني الجنوبية والتي تتسم بالهواء العليل والمناظر الخلابة والناس الطيبين والذين يتميزون بالكرم والضيافة. لافتا اننا لو تساءلنا عما يفضله المواطنون من سياحة داخلية أو خارجية لتباينت الآراء كثيراً مع أن الغالبية تفضل السياحة الخارجية ولها مبرراتها والتي تجعلنا نشاهد قوافل المغادرين إلى الخارج للبحث عن أجواء جديدة وتغيير الروتين، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك كم هائل من العروض المغرية من شركات الطيران والشركات السياحية لأسعار الفنادق والإقامة والبرامج التي تقدمها إلى جانب أن البرامج السياحية الترفيهية تتضمن كل ما يتمناه السائح من مناطق أثرية أو سياحية أو أماكن ترفيهية يقضي فيها وقت جميل مع عائلته، بالإضافة للتنظيم والاهتمام بالمرافق الخدمية سواء العامة أو الخاصة من حيث توفرها ونظافتها والتي يحتاجها السائح خلال سفره أو في أماكن إقامته، كما أن العروض السياحية الداخلية قد لا تعتبر مغرية للسائح من حيث الأسعار والخدمات في الفنادق والغرف المفروشة والتي يبدو انها تفتقد لأقل معايير الخدمات الفندقية المتعارف عليها، بالإضافة الى أن الكثير من الفعاليات السياحة غير جذابة مثل التخفيضات في المراكز التجارية بل على العكس تماماً حيث يلاحظ استغلال أصحاب هذه الفعاليات للسائح خلال الموسم السياحي. مردفا مع ما نلحظه من تطور مستمر في مختلف مجالات الحياة يجب علينا أن نعي ونعترف بأن السياحة ثقافة وصناعة واستثمار وهي تحتاج لعدد من المقومات التي تضمن نجاحها ومن أهمها الطقس والطبيعة والأمن والخصوصية والسكن والترفيه والتنقل والتسوق مع ملاحظة أن هذه المقومات يحكمها الوفرة والسعر المناسبين لجذب السياح بالقدر المطلوب، مستدركا بقوله: يجب أن نكون واقعيين من حيث التفكير ونعي بأن المطلوب منا هو زيادة نسبة السياحة الداخلية مع قناعتنا باستحالة القضاء على السياحة الخارجية لأن هناك طبيعة بشرية تحب التغيير من وقت لآخر والدليل على ذلك هو أن جزءا ليس بالقليل من سائحي البلدان المتقدمة – والتي تمتلك كل مقومات السياحة الناجحة – يرغبون بقضاء إجازاتهم في بلدان أخرى من باب الاطلاع على ثقافات وحضارات وعادات الشعوب الأخرى. الحالة المادية من جانبها قالت د.منيرة بنت صالح العكاس -مساعد للشؤون التعليمية بمنطقة مكةالمكرمة سابقا- إن الإجازة تأتي بعد عناء المذاكرة والامتحانات وبعد اليوم الأخير ينطلق الطلاب وكلهم امل في قضاء الإجازة بفرح ومتعة وسعادة تنسيهم أو تأخذهم بعيدا عن رهبة الاختبارات وسهر المذاكرة وانتظار النتائج ومن أهم الاعتبارات التي يستند عليها قبل اتخاذ قرار الإجازة الحالة المادية والتي على ضوئها يحدد مكان السفر بالخارج أو الداخل وتحدد عدد الأيام التي تقضيها العائلة، وهل باستطاعة العائلة تحويل أيام الإجازة إلى متعة ذهنية ورياضة بدنية واستجمام وانضمامهم إلى معاهد تدريبية لكسب بعض المهارات لنرسخ لذريتنا أن الاستمتاع بالوقت لا يتعارض مع المتعة المعرفية واكتساب المهارات للعائلة سواء، كل حسب فئته العمرية والوظيفية والاستمتاع برياضة بدنية متنوعة، موضحة أن الاعتبار الثاني الذي يسبق قرار اتخاذ الإجازة مراعاة حالة الطقس من حيث الحرارة والبرودة، حيث نجد أن بعض العائلات تسافر في الصيف هربا من حرارة الشمس، وفي الشتاء لمتعة التزلج على الثلج. وتؤكد د.العكاس على أهمية عمل فحوصات شاملة للعائلة خاصة من يشتكي من عارض أو مرض لتستمتع العائلة بعد ذلك بإجازتها مع مراعاة اختيار أماكن يكثر فيها التسوق وتوجد بها أحدث الموضات قبل وصولها إلى أسواقنا. ويعتقد د.الشريف محمد-أكاديمي- أن الإجازة هي وقت يقضيه رب الأسرة مع عائلته أو بمفرده وفي كلا الحاتين لا بد من تحديد الهدف منها وهل هي لا نهاء الأعمال الخاصة او السياحية ومن ثم البدء بالتخطيط من بداية العام لكي يتمكن من الادخار، ثم التشاور مع العائلة في المكان والزمان ثم الاطلاع على الأماكن المراد قضاء الاجازة فيها، والاطلاع على أسعار الفنادق والأماكن التي يوجد بها تخفيضات والأماكن الآمنة والمستقرة اقتصاديا والمتوفرة فيها وسائل النقل، لافتا أن غياب الهدف أو سوء تحديده يسهم بلا شك في الفوضى التي ينتج عنها عدم الاستمتاع بالإجازة بخلاف الحرص على التخطيط الذي يدفع الشخص للاستفادة من وقته في الإجازة بما يسهل وصوله إلى هدفه، وقد يتمكن من تحديد الهدف ولكن سوء الاختيار يتسبب في عدم الوصول إليه، فقد يكون هدفه صعب المنال أو طويل المدى، والأمر مثلا في الإجازة الصيفية هو فرصة لتحقيق الأهداف قصيرة المدى وسهلة المنال بالدرجة الأولى، فلا يُعقل أن يشرع الشاب في تحقيق هدف لا يمكن الوصول إليه إلا بالاستمرارية لما بعد انتهاء الإجازة مما قد يسبب بعثرة أوراقه وزيادة مشاغله لاحقا، مضيفا أن التفكير بالترفيه يجعل كثيرا من الأشخاص ينتظر الإجازة الصيفية بفارغ الصبر كمن ينتظر قرع جرس الفسحة المدرسية. واكد ان التفكير بالراحة أمر مطلوب والتفكير في الترفيه كذلك، إلا أن الهدف من الراحة والترفيه، هو إعادة ترتيب الأوراق وإعادة التخطيط للمستقبل والخروج من الروتين الدراسي الممل، وتلك الراحة فرصة لإشباع الرغبات النفسية المهمة كالهوايات المختلفة. التنظيم وترى باسمة بنت محمد قشمة -مستشارة تدريب وسيدة الأعمال- أن الإجازة تعني تغيير أي انتقال من مسؤوليات و جهود مبذولة إلى استرخاء و نفض غبار التعب، مؤكدة أن التغيير مطلوب من أجل الاستمرار في الحياة ومواجهة مسؤولياتها ومتاعبها التي لا تنتهي، فكلمة إجازة تعني السفر خارج البلاد عند الكثيرين من الناس. وتقول: قبل أن أخطط للسفر في الإجازة الصيفية أفضل دائماً ان أتشارك مع أولادي وبناتي في التخطيط لهذه الإجازة، نبدأ بانتقاء البلد المراد ويتم اختياره بناء على أن يكون جديدا ومناخه جميل وفيه متطلبات الأولاد وهذا يتم البحث عنه في الانترنت، مردفة بعد ما يتم اختيار المكان يبدأ التخطيط مع حرصي بأن يتم حجز كل التذاكر والأكواخ والفنادق وحتى المواصلات عن طريق الإنترنت ودفعها والانتهاء منه،ا مضيفة وأنا أفضل قضاء معظم الإجازة في الضواحي وتغطية البلد من شرقها لغربها لشمالها بجنوبها قدر الإمكان مع الاقامة في كوخ ريفي بين المزارع وبعيد عن المدن مع إمكانية النزول في وسط العاصمة في نهاية المطاف للتسوق. واضافت احرص دائماً بان يكون هناك تنظيم وتعاون بيننا بالذات في حال كنا في منزل ريفي (كوخ) بان يتم تقسيم العمل فيما بيننا عن طريق جدول مكتوب بالأسماء والمهمات المنزلية لكل فرد في العائلة بما يتناسب مع عمره وميوله ووضع يوم فراغ خلال الأسبوع، حيث أن التخطيط والتنظيم هم أسباب نجاح أي عمل لذلك احرص دائماً في التخطيط الجيد في الاجازات وغير الاجازات، مشيرة بان الأهم خلال وبعد انتهاء الرحلة ان يتم مراجعة الأخطاء وتقويمها بالذات من الأطفال الصغار وعندما تريد التجديد عليك بالتفكير والتخطيط والسفر لبعيد، وكل إجازة وأنتم بخير. تتشاور العائلة غالبا كيف وأين ستقضي الإجازة قضاء الإجازة في الخارج أحد الخيارات أحمد الربيش د. الشريف محمد باسمة قشمة