منذ خرجنا للعالم وتمثال الحرية يرمز لأمريكا كبلد يتربع على قمة الحرية في السياسة، في الإعلام، في الشخصية، في كل شيء، وعرفنا بعدها عندما اقتربنا منها واطلعنا على الأحداث الداخلية والخارجية لها أن الحرية ليست مطلقة، وأن هناك خطوطاً حمراء في الإعلام مثلاً اسمها أمن الدولة او الأمن القومي او مصلحة البلد، أياً كان المسمى المهم ان الحرية ليست مطلقة، فهناك من وضع تفاصيل هذه الخطوط بما يعتقده نظاماً لهم، ومن يتعدى هذه الخطوط يتخذ معه الإجراء اللازم لردعه ووقفه عند حده، ومن الحكمة ان لا يشوه معتقد الحرية الذي يؤمنون به ولا يخدش، فيردعون المتعدي بجريرة أخرى ليس لها علاقة بالإعلام الذي اخترقه ويتخذ بحقه الاجراء القانوني بعيداً عن ذلك بدون اي اعتراض او مساءلة داخلية او خارجية، وهكذا يتحقق المراد والتعامل مع جميع أنواع الخطوط الحمراء التي ترسمها الدولة وترى فيها تعدياً على امنها. ونحن في العالم الثالث جئنا لنجرب الحرية المزعومة التي طالما تغنى بها الغرب في كل مجتمعاته دون استثناء، فأضعنا العنان وفقدنا السيطرة وأصبحت الحرية الإعلامية ان تقول ما تشاء ولأي غرض وأي هدف حتى لو كان مجرد أن يزداد رصيدك من المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي، او لأجل ان تستقطبك قنوات الإثارة الفضائية وتجري معك الحوارات الساخنة التي تلهب المشاهدين ويشار لهذه القناة بالقوة في الطرح والحرية في العرض ما عدا ذلك لا يهم حتى ولو كان الثمن أمن البلد او استقرار المجتمع، حتى وصلنا الى أن من يتربص بنا الدوائر يستشهد ببني جلدتنا ومن يرونهم رموزاً للمجتمع ضدنا في المنهج والتوجه، وأصبحنا نشكك فيمن نستشهد بهم من المنصفين والعقلاء وينتمون لمن يعادينا وننقل عنهم في وسائل إعلامنا ونحترمهم. ياله من مقابل رخيص لا يكلف ثمناً، إنني أتألم عندما تتناقل القنوات الفضائية المرتزقة والمدعومة من إيران بعددها وتنوع مصادرها قول إعلامي يشير الى وطنه بكل سذاجة انه يفرخ الإرهاب، وآخر ينادي للانضمام لمنظمات الإرهاب وأولئك محسوبون علينا شئنا أم أبينا لانهم يعيشون معنا وينالون الإعجاب وأخذ الصور معهم في الأماكن العامة والمناسبات وكأنهم لم يقوموا بشيء أساءوا به لوطنهم، أليس لنا خطوط حمراء كما للغرب فنعمل بها كما يتعاملون معها؟؟ [email protected]