سنتطرق في هذه المقالة عن الدراسة الحديثة التي نشرت مؤخرا في مجلة نيو إنجلاند الطبية وهي من أشهر المجلات الطبية في العصر الحاضر. هذه الدراسة سميت بالقائدة (LEADER) وهي تمثل في الواقع الحروف الأولى للهدف من هذه الدراسة وهو تأثير أحد الأدوية المخفضة للسكر على القلب وأمراضه. وبداية نود القول ان هذه الدراسة ليست الدراسة الوحيدة التي أشارت إلى تأثير الأدوية المخفضة للسكر الإيجابي على القلب، ولكن قد تكون من أشهرها وأحدثها. مقدمة عن الباحثين المشاركين في هذه الدراسة بداية قام بهذه الدراسة أكثر من خمسة عشر باحثا متخصصا من عدة مستشفيات ومراكز طبية ومن عدة بلدان منها أمريكا حيث جامعة بوسطن وجامعة تكساس ونورث كارولينا ومن كندا ومن ألمانيا وأيضا الدنمارك وعدة مراكز طبية أخرى تجاوز عددها الأربعة مئة موقع موزعة على أكثر من ثلاثين دولة. وطبعت هذه الدراسة حديثا أي أنها نشرت في شهر يونيو لهذا العام ولاقت نتائجها أصداء جيدة. وقد بدأت هذه الدراسة في عام 2010 ميلادية وتم الانتهاء منها وطباعتها في هذا العام وبالتحديد في شهر يونيو. وقد يكون أحد دواعي هذه الدراسة أن بعض أدوية خفض السكر قد تخفض الوزن وتخفض الضغط أيضا وبالتالي تزيد من نبضات القلب. فكان لزاما معرفة ودراسة تأثير هذه الأدوية على القلب والأوعية الدموية وهل لهذه الأدوية تأثير إيجابي أم تأثير سلبي أم لا ذاك ولا هذا. الهدف من هذه الدراسة الطبية المتميزة كان الهدف من هذه الدراسة متابعة تأثير أحد أدوية السكر على القلب وأمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة. ومن ذلك جلطات القلب وجلطات الدماغ وحالات الوفاة من جراء أمراض القلب والأوعية الدموية. علما بأن هذه الدراسة عملت على مرضى السكري المصابين بالنوع الثاني منه غير المعتمد على الإنسولين. المدرجون في هذه الدراسة الطبية كان عدد المدرجين في هذه الدراسة الطبية والمنضمين لها وهي من الدراسات طويلة الأمد أكثر من تسعة الاف مشارك وكان تقريبا نصفهم من مرضى السكري النوع الثاني المستخدم لأحد علاجات مرض السكري المعروفة وهو علاج الليراقلوتايد والنصف الاخر لا يستخدم علاج الليراقلوتايد، وتم مقارنة هذه المجموعة الكبيرة من المرضى والذين كان عددهم أكثر من أربعة الاف مريض بمجموعة أخرى من المرضى أيضا ولكن لم يكونوا من مستخدمي علاج الليراقلوتايد وكان عددهم أيضا أربعة الاف أو أكثر. ولكي تكون المقارنة بين المجموعتين عادلة، فقد أعطيت المجموعة الثانية من المرضى والذين أيضا تجاوز عددهم الأربعة الاف مريض علاجا غير فعال لمقارنتهم بالمرضى المستخدمين لعلاج الليراقلوتايد. وهذا النوع من الدراسات من أقوى أنواع الدراسات حيث يستطيع بموجب هذه الدراسة الباحثون مقارنة فوائد علاج ما بعلاج آخر أو بمجموعة من المرضى لا يأخذون علاجا بتاتا. مواصفات المرضى المشاركين في هذه الدراسة كان المرضى من مرضى السكري النوع الثاني كما ذكرنا من قبل وكانت أعمارهم أكثر من خمسين سنة وكان لديهم أحد أمراض القلب أو الكلى مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الأوعية التاجية أو أحد أمراض الأوعية الدموية سواء الأوعية الكبيرة أو الأوعية الصغيرة أو فشل كلوي أو فشل قلبي وهكذا. نتيجة هذه الدراسة طويلة الأمد توصل الباحثون من جراء عمل هذه الدراسة والتي اقتربت مدتها من أربع سنوات، توصلوا إلى أن علاج مرض السكري النوع الثاني وفي هذه الدراسة كان العلاج هو علاج الليراقلوتايد أنه بمقدوره خفض حالات الوفاة المتعلقة بمرض القلب أو غير مرض القلب في مرضى السكري النوع الثاني. كما كانت حالات الجلطة الدماغية أقل نوعا مما في مجموعة المرضى المستخدمة لعلاج مرض السكري، وأيضا كانت حالات الجلطة القلبية أقل سواء تلك الحالات المميتة أو غير المميتة. كما أنه على ضوء هذه الدراسة كانت حالات القصور الكلوي أقل. وقد نعزو هذا الفرق وهذا التحسن بسبب تحسن معدل السكر التراكمي والذي تحسن في مجموعة المرضى المستخدمين للعلاج بنسبة 0.4 في المئة أقل من المرضى غير المستخدمين لهذا العلاج. وقد نعزو هذا الفرق أو هذا التحسن بسبب نقص الوزن حيث كان هناك فرق في الوزن بين فريقي الدراسة، فالمستخدمون للعلاج الطبي انخفضت أوزانهم نوعا ما، وهنا يبدو لنا أهمية استخدام علاج مرض السكري والمحافظة على معدل سكر تراكمي متميز ومقبول لكي تنخفض المضاعفات سواء القلبية أو غير القلبية. والان بعد سرد النقاط العامة عن هذه الدراسة نود التحدث عن العلاجات الجديدة لمرض السكري النوع الثاني وعن تأثيرها الإيجابي على أمراض القلب والتي تكثر في مرضى السكري النوع الثاني وخاصة لدى المرضى غير الملتزمين بالعلاج والحمية والمتابعة والتي تتجاوز معدلات السكر التراكمية لديهم الحدود المقبولة والمطلوبة. * بداية ما هو علاج GLP1 وما هو طريقة عمله وما هو تأثيره على مريض السكري: * الكثير من المرضى قد يتساءل ما هو علاج GLP وما هو طريقة عمله وما هو تأثيره على مريض السكري. تعتبر العلاجات التي تسمى GLP وهي العلاجات الشبيهة بالجلوكاجون ومنها علاج علاج الفيكتوزا أو ما يعرف باسم علاج الليراقلوتايد من العلاجات المتوفرة في المملكة العربية السعودية ويعمل هذا العلاج وغيره من الأدوية التي تنتمي لهذه المجموعة العلاجية من الأدوية على زيادة إفراز الإنسولين وتقليل إفراز الجلوكاجون. وهناك الكثير من العلاجات الحديثة لمرض السكري النوع الثاني التي تنتمي لهذه المجموعة العلاجية وغيرها من العلاجات المشابهة التي تعمل على خفض السكر وخفض نقص الوزن أيضا. ويعتبر علاج الفيكتوزا أو ما يسمى بعلاج الليراقلوتايد من العلاجات الحديثة نوعا ما، وهو العلاج التي قامت عليه هذه الدراسة الحديثة التي نشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية. فهذا العلاج يخفض من مستوى السكر في الدم. كما أنه يقلل الشهية للطعام فهو يخفض الوزن ويبطء من تفريغ المعدة للطعام. وقد كانت بالفعل هناك بعض المحاذير الخاصة بعلاج الفيكتوزا. ويجب التنبيه ويجب العلم بأن علاج الفيكتوزا لا يستخدم كعلاج أولي لمريض السكري النوع الثاني. أي أن استخدامه يكون بعد فشل العلاجات التقليدية لمرض السكري النوع الثاني. ويجب ملاحظة أن علاج الفيكتوزا أو علاج الليراقلوتايد ليس إنسولينا كما يعتقد البعض، فهو لا يكون عوضاً عن هرمون الإنسولين ولا يستخدم في علاج مرض السكري النوع الأول. ويجب العلم أيضاً أنه لا ينصح لاستخدامه في الأطفال حتى الان وإن كانت هناك بعض المحاولات لاستخدامه في المراهقين الذين يعانون من مرض السكري النوع الثاني. وقد كانت هناك بعض التخوفات بخصوص علاجات ال GLP بصفة عامة وعن تأثيرها السلبي لمن لديه التهاب في البنكرياس أو أورام في الغدة الدرقية. وهذه التخوفات في مكانها، فلا ينصح باستخدامه لمن يعاني من التهاب في البنكرياس أو أورام في الغدة الدرقية. ولذا لا بد من إخبار الطبيب إن كان مريض السكري يعاني من أورام في الغدة الدرقية أو أن أي أحد من عائلتك يعاني من أورام وراثية في الغدة الدرقية. كما أنه بطبيعة الحال لا ينصح باستخدامه لمن عانى من حساسية تجاه هذا العلاج. وينصح كذلك أن تخبر الطبيب المعالج إن كانت المرأة المستخدمة لهذا العلاج حاملاً أو تنوي الحمل أو مرضعة. وبصفة عامة لا بد من أن تخبر الطبيب المعالج إن كنت تعاني من أي قصور كبدي أو كلوي. وفي نهاية المقال نقول ان مرض السكري مرض لا يتوقف تأثيره السلبي عند عضو معين بل ان تأثيره في حالة عدم التحكم في مستوى السكر في الدم يمتد إلى جميع أعضاء الجسم، فيشمل القلب والكبد، ناهيك عن البصر والعظم والجلد وغيره. كما أننا لو تحدثنا عن علاقة مرض السكري بأمراض القلب لوجدنا أن مرض السكري لا يقتصر تأثيره على القلب فقط أو على الشرايين فقط بل ان تأثيره يصل إلى الجهاز الدوري بأكمله إن هذه التأثيرات السلبية لمرض السكري يمكن تفاديها وذلك بتغيير نمط الحياة واتباع التعليمات والارشادات الصحية اللازمة والمداومة على زيارة الطبيب والتحكم في مستوى السكر في الدم والمحافظة على ضغط دم مقبول واتباع الحمية الغذائية والالتزام بالتمرين الرياضي ولا يكون ذلك إلا بالعزيمة والارادة الدائمة. تأثير مرض السكري على القلب والأوعية الدموية علاج الليراقلوتايد والذي أجريت عليه الدراسة الحديثة علاج الليراقلوتايد لمرضى السكري النوع الثاني وعلى شكل حقن مرض السكري له تأثيرات متعددة منها القلب والأوعية الدموية