كلمة ال"إتيكيت" فرنسية. جاءت من اسم قائمة الأنظمة التى كانت تأتي على شكل بطاقة "تيكيت" يستلمها من أراد أن يدخل البلاط الملكي الفرنسي لمقابلة الملك لويس الخامس عشر. وتلك البطاقة تضم التعليمات لما يجبُ أن يُعمل وما لا يجوز عمله في الحضرة الملكية. فهناك المحذور والجائز والممنوع. وظهرت كتب ومطبوعات في القرن الماضي، ولا قت رواجا، تضم أدق وأبلغ ما كُتب في تلك المادة، حتى طرق الحديث ومقدار ذبذبات الصوت في حفلة زواج مثلا. أو عشاء استقبال أو كوكتيل أو خطوبة أو مجلس عزاء أو مرافقة جنازة. الكتاب الأزرق في المناسبات الاجتماعية ل "إيميلي بوست" جاء على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في النصف الثاني من القرن الماضي. وقارئه - الراغب في الرقيّ عبر عتبات مجتمع الأغنياء - عليه أن يفهم الرموز والإشارات الكثيرة التي احتواها ذلك المطبوع. وقيل إن أقدم كتاب جاء على شكل تعليمات للآباء عن وسائل تأديب أبنائهم، هو كتاب مصري قديم من أيام الفراعنة اسمهُ "بتاح هوتيب". وتروج مطبوعات فن التعامل أو الإتيكيت في المجتمعات العصرية، أو التي تود أن تبدو عصرية – وليست بذلك – كالمجتمع الأميركي مثلا الذي يود معرفة كل جديد أو غابر في نفس الوقت..!. ففي أوربا وعلى الأخص بريطانيا - عليك أن تطلب من القائمة المعروضة عليك في المطاعم التقليدية، ما يتناسب مع الذوق العام لرواد المطعم وزبائنه. فهذا القدح مثلا لا يُستعمل لذلك النوع من السوائل. وتلك السكين التي تكون عادة على يسار الجالس لا تصلح لاستعمال شريحة لحم البقر ال "ستيك". بل هي مُخصصة للأسماك. ونوع الجبن الذي يجب أن تأكل منه قليلا قبل تناول القهوة وبعد الحلو هو جبن مخصص لهذه الوقفة البسيطة بين الأطباق، وليس لعمل (ساندويتش). والذي بدأ يمحو هذا النوع من أنماط الحياة في أوربا هو طغيان المادة. ففي أرقى مطاعم المايفير في لندن ستجد (شيش كباب) ومازة لبنانية وفجلاً وتبولة وحمّصاً.. وممكن تأكل بيدك.. أو بيديك الاثنتين، مادام أن الرصيد في بطاقتك الائمانية على ما يرام. قرأتُ حكمة تقول: ال "إيتيكيت" هو قدرة المرء على التثاؤب.. مع بقاء فمه مُغلقاً. [email protected]