حسبما يرى الأوربيون , سندويش الباذنجان مع جبنة البارميزان المدرجة في لوائح الطعام في معظم المطاعم الأمريكية هو سندويش مزور ومغشوش لأن جبنة البارميزان لا يجوز الا ان تكون جاءت من مدينة بارما الإيطالية. والمسألة ليست مجرد جدل طعامي حول المفردات لأن الاتحاد الأوروبي يسعى الى وضع سجل عالمي بأسماء محمية , وسيتوجب أن تأتي مئات المنتوجات , مثل جبنة الفيتا وزيتون كالاماتا من مناطقها الأصلية لكي يحق لها أن تحمل اسماء مميزة سهلة التعرف عليها. ويقول جيري كيلي المستشار الزراعي لوفد الاتحاد الأوربي في واشنطن , ان السلع المدرجة في لائحة الاتحاد هي عادة ذات نوعية عالية ومصنوعة إقليميا وهي ضرورية جدا للتنمية الريفية , ولا نريد ان تغتصبها الشركات متعددة الجنسيات , هذه المنتوجات يصنعها عادة منتجون صغار وهم يعتمدون عليها كثيرا. إلا أن جمعية سلع السمانة التي تحاول أحباط الاقتراح الأوربي , تقول إن المنتجين الأمريكيين يعتمدون ايضا على الاسماء (وصنع وتسويق وتمريك سلعة ما يكلف مليارات الدولارات , كما تقول سارة ثورن مديرة الدولية العامة للجمعية التي تضيف إن العلامة التجارية (الماركة) أهم شيء لسلعة ما بالنسبة لشركاتنا). لم يقدم الاتحاد الأوروبي اقتراحه بعد إلى المنظمة العالمية للتجارة ويسعى الاتحاد الذي يضم 15 بلدا الى التوسع عالميا في تطبيق لائحته التي تضم حوالي 600 اسم سلعة غذائية محمية تطبقها البلدان الاعضاء فيه , ويشمل ذلك حوالي 150 نوعا من انواع الجبنة معظمها من فرنساوايطاليا واليونان واسبانيا. في أوربا , مثلا المنتجون اليونان وحدهم يجوز لهم أن يسموا جبنتهم (فيتا) مع أن ما تنتجه الدانمارك من هذه الجبنة يفوق كثيرا الانتاج اليوناني , والأجبان الأخرى على اللائحة منها (اسياغو) (ايطاليا) وكامبير(فرنسا) وغودا (هولندا). ويعتقد المسؤولون الأمريكيون ان الاقتراح هو محاولة غير خفية لتدعيم المزارعين الأوربيين ويستعد الأوروبيون لطرح الاقتراح على بساط البحث في الجولة المقبلة من المباحثات التي ستعقدها المنظمة العالمية للتجارة في المكسيك في شهر أيلول المقبل والذي ستطالب خلالها الولاياتالمتحدة بدورها بالحد من التدعيم الأوربي للمنتوجات الزراعية. وقال غاري هافباور , الزميل في معهد الاقتصاديات الدولية , إنه إذا انتصر الاتحاد الأوربي فالأرجح انه سيحاول فرض الترخيص لإنتاج السلع في مختلف البلدان بدلا من منع استعمال الاسماء , فالأمر ينطوي على ملايين اومليارات الدولارات. ويقول مسؤولون في المكتب الأمريكي للممثليات التجارية ان الولاياتالمتحدة لديها معاملة تتيح للمنتجين تمريك المنتوجات الغذائية التي تعتبر فريدة لمنطقة معينة ومن الأمثلة على ذلك جبنة الروكفور والشكلاتة السويسرية وجبنة ستيلنون ولحوم بارما. إلا أن كيلي يقول انه لا يجوز ان نتوقع من صغار المنتجين أن يحصلوا على ماركات تجارية من بلدان أخرى ويدافعوا عنها , فهؤلاء المنتجون الأفراد سيتوجب عليهم مراقبة الاسواق ويتوجهوا الى المحاكم إذا اغتصب أحدهم منتوجاتهم , وهم ليسوا قادرين على ذلك.