لطالما وضع الشاعر البرازيلي بيدرو غابرييل رأسه بين السحاب، بعاطفته الجيّاشة وأفكاره المذهلة، وقليل من الإيمان، تمكن من الوصول إلى النجومية، وباعت كتبه أكثر من 200 ألف نسخة. في بلد لا تعتبر عادة القراءة فيها منتشرة، بالإضافة إلى صعوبات النشر التي يواجهها الكتّاب هناك. "لم أتوقع أبدا أن تتحول كتابة الشعر لمصدر دخل بالنسبة لي.. الآن أستطيع القول بأنني أعتمد ماليًا على كتابة الشعر والرسم، ولكن هذا كان مستحيلا قبل عدة سنوات" يتحدث الكاتب الذي يبلغ من العمر اثنين وثلاثين عامًا. بيدرو غابرييل: لقد أضفت قيمة لمناديل عديمة الفائدة، كان من المفترض أن تستخدم لتنظيف الأيدي والأفواه.. لقد طهّرت روحي بها. وسأحكي لكم كيف بدأ كل هذا، ولد المنديل الأول في ذات يوم جئت فيه من العمل، وكنت قد نسيت مفكرتي في المنزل، قد تكون عالقًا في زحام الطريق، ولكن أفكارك حرة وتريد التحليق، وأردت الكتابة بشكل لا يصدق، فعندما نزلت من الباص، قررت أن أذهب إلى مقهى لاماس، بار تقليدي في ريو دي جانيرو لطالما ذهبت إليه، وفي تلك اللحظة لم أكن أملك سوى علبة مناديل وجدتها أمامي. وهكذا، بكل تلقائية بدأت بالرسم والكتابة، وكنت مندهشًا، ثم بدأت بالاستمتاع بالتعبير عن ذاتي بواسطة هذه الأجسام الورقية الصغيرة والحسّاسة. وبعد ذلك بدأت بتصوير أعمالي ووضعها على صفحة في فيس بوك، لأسميها "اسمي آنتونيو". ولكن لماذا آنتونيو؟ لأنني خجول! أريد أن أقول انني آنتونيو، ولكنه أكثر جرأة مني. اسمي بيدرو آنتونيو غابرييل، ولكن لا أحد يدعوني آنتونيو، وهكذا بخلقي لهذه الأنا الجديدة، وجدت طريقة أتمكن فيها من المحافظة على هويتي دون كتابة اسمي بيدرو غابرييل. بيدرو غابرييل: بإمكان المنديل ذاته أن يحمل تفسيرات وقراءات عديدة، بالاعتماد على الحالة العاطفية لقارئه، والخلفية التي جاء منها، ولكنه دائمًا ما يأتي مناسبًا كقفاز في اليد. حاليًا أملك قرابة مليون متابع على الشبكات الاجتماعية، ولكني لا أحصي نجاحي بالأرقام، بل بالمحتوى الذي أقدمه. وهكذا أحاول أن أبقي على فكرة آنتونيو حية دائمًا. كي يعلم القارئ أن هنالك ما يشبهه خلف كل شيء. ومن الواضح أن هذا النجاح يعود بسبب كتابتي لمشاعر كونية - أنواع عديدة من الحب، الاشتياق، الحرية، وهكذا. وكأنني أحاول أن أرسم شيئًا من حياتي.