لعلنا جميعاً عانينا ونعاني الى الآن من معضلة الزحام الخانق الذي يكبح على شوارعنا ليل نهار ويجثم على صدور طرقاتنا صباح مساء.. وعلى الرغم من مناشدة الكل وصراخهم بأعلى صوتهم: هلموا جميعاً لكي نحارب هذا العدو (الزحام) ونقتلعه من شوارعنا، والكل يدلي بصوته ورأيه، والجميع يسعى جاهداً لبذل كل الحلول والوسائل من حد انتشاره الواسع والذي طال كل مدننا ومناطقنا.. ما من شك بأن سبب هذا الزحام ناتج عن قضاء الناس لمصالحهم واشغالهم وهذا شيء طبيعي وحتمي فهو في كل مدن ودول العالم.. ولكن غير الطبيعي أن يكون هناك زحام بلا سبب أو بلا داع!! كيف؟! إن المتابع لحركة السير في شوارع مدننا باختلاف جهاتها ومناطقها يجد عاملاً مشتركاً في كل زحمة يشاهدها وهي.. أنك تجد في كل زحمة ما بين 40٪ الى 60٪ سيارات يركبها أناس (لا شغل عندهم ولا مشغلة) وأقصد هنا بعض الشباب - هداهم الله - والمراهقين ممن يبحث عن (سعة الصدر) في ما يسمى (الدوران) وأنا أسميه (الغثيان) وكأنهم خرجوا من دورهم وبيوتهم بمنأ عن الزحمة!! وحينما تسأله لماذا أنت هنا: يجيبك بكل برود: «أبد والله أوسع صدري أنا وخوياي»!! هو يوسع صدره والآخر خلفه يريد اللحاق للمستشفى قبل أن تضع زوجته جنينها في السيارة!! والآخر أيضاً بجانبه يريد أن يلحق على موعد مهم في المطار... الخ من المصالح والضرورات التي أوجد من أجلها (الطريق، السيارة) والكل بدأ يفضل الآن ارهاق نفسه بدفع «ضريبة» من حساب راتبه، حتى لو تسلفها!! من أجل ان يأخذ الطريق بكل يسر وسهولة، لكي يرتدع هؤلاء الطائشون اللاهون الباحثون عن التسلية في الشوارع وكأنهم ولدوا فيها؟!! وأنا هنا متأكد من أن كثيراً من الأخوة والأخوات يودون لو تقرر دفع ضرائب على الطريق، لأنهم على يقين بأن أمثال هؤلاء المراهقين سيرتدعون عن اللهو والطيش في الشوارع وتعريض حياة الآخرين بأسلوب قيادة متهور وطائش وفي نفس الوقت بلا سبب مقنع او داع ضروري يجعلهم في حالة جنون.. اننا نعاني كثيراً من هؤلاء فهم حتى في الظهيرة يجولون في بحر زحمة طريق خريص، وطريق الملك فهد او طريق الأمير عبدالله والبعض الآخر البسيط تجده في البطحاء يتجول رافعاً بصوت مسجله وكأن كل الناس من حوله مشابهون لحالته!! وكذا الحال في باقي المدن.. اذن يجب علينا كبح جماح هذه الظاهرة لأن الطريق ملك لنا جميعاً، ولا يجب أن يستخدم الطريق إلا لأصحاب الضرورات.