في حقبة الثمانينيات الهجرية كانت الساحة الكروية بالمنطقة الوسطى تضم عدداً من اللاعبين الذين يشار إليهم بالبنان ممن جمعوا بين الأداء الفني الرفيع والأخلاق العالية فاتخذتهم انديتهم وجماهيرهم رموزاً للمثالية في ملاعبنا آنذاك.. من أمثال «الجمجمة الذهبية» وقائد فريق النصر سعد الجوهر (يرحمه الله) ونجم الهلال السابق العميد متقاعد (زين العابدين مصطفى عقاب) ونجم أهلي الرياض السابق الشيخ (زيد بن مطرف) الذي يعمل حالياً إماماً لأحد المساجد بحي الباطن.. وفي الشباب العميد دكتور بوزارة الدفاع (صالح العميل) وهو ما نحن بصدد الحديث عنه اليوم: ٭ كانت بداية (العميل) الرياضية شبلاً بنادي النصر عام 1383ه وساهمت الفترة الحرة لانتقالات اللاعبين دون قيد أو شرط المحدددة ب (15) يوماً في كل موسم ساهمت في انتقاله لصفوف الشباب عام 1384ه وشجعه على ذلك أبرز الشخصيات الشبابية في تلك الفترة صالح ظفران وعبدالله التويجري «يرحهما الله» إضافة إلى سليمان الحمد المالك ومحمد الضويان وعبدالحميد مشخص وعبدالرحمن السعيدان بجانب إبراهيم مديني وقاسم الزواوي ومثل العميل الشباب بدرجاته الثلاث في موسم واحد وتألق مع المجموعة البارزة التي كانت في صفوف شيخ الأندية آنذاك أمثال نادر الحسن نادر العيد، أحمد حريري، محمد جمعة الحربي، جميل أبو عصيدة، صالح عدني، إبراهيم البديهي، صالح أبو تمنة، موسى الموسى، مهل العتيبي، محمد بن عاتق، صادق فلمبان. ٭ كانت أول إنجازات العميل مع الفريق الشبابي عام 1387ه عندما قاد الفريق لتحقيق بطولة كأس شهداء فلسطين عقب فوزه على فريق أهلي الرياض في المباراة الختامية (2/1) عن طريق (إبراهيم) بتمريرة من صالح وخطف (العميل) هدف الفوز وتسلم الكأس من يد راعي المباراة التي جرت على ملعب الصايغ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وذلك كأول بطولة يحرزها الشباب على مستوى المنطقة الوسطى بعدما تجاوز الهلال والنصر بطريقة خروج المغلوب. ٭ دمج النجمة مع الشباب عام 1388ه وتولي الشيخ عبدالحميد مشخص - متعه الله بالصحة - سدة رئاسة النادي انضمت مجموعة من نجوم النجمة أمثال دكتورة الشكرة (فهد بن بريك) وفهد بن عبيد وعبداللطيف آل الشيخ (لطفي) وعمر حامد (يرحمه الله) وسالم التمبكتي وسعدة وعبدالله بن سالم إلى صفوف شيخ الأندية.. فساهم ذلك في نجاح العميل وبن بريك ولطفي في تشكيل ثالوث هجومي خطير قاد الشباب في الموسم الذي تلاه (1389ه) إلى نهائي جلالة الملك أمام أهلي جدة الذي كسب النتيجة (1/صفر) وترك المستوى للشباب وكانت هذه المباراة تاريخيه باعتبارها أول لقاء يقام على ستاد الملز (ملعب الأمير فيصل بن فهد) بعد افتتاحه رسمياً يوم 25/2/1390ه وكانت تشكيلة الشباب تضم إلى جانب العميل كل من: صادق فلمبان (حارساً)، راشد الجمعان، الصاروخ، فهد بن بريك، عبدالرحمن إبراهيم، نادر العيد، نادر الحسن، إبراهيم البديهي، لطفي، سعدة. ٭ جاء تأهل الشباب لنهائي الكأس بهدفين احرزهما صالح العميل في مرمى فريق نسور سيهات (الخليج حالياً) بالدور قبل النهائي وتعرض للإصابة في هذه المباراة. وكان مقرراً ألا يخوض اللقاء الختامي إلا أنه اجتمع بإدارة الشباب وأصر على اللعب فرضخت الإدارة ووافقت على إعطائه حقنتي (بنج) فلعب الشوط الأول تحت تأثيره وقدم أداءً طيباً إلا أنه اضطر بعد (10) دقائق من الشوط الثاني للانسحاب نتيجة إحساسه بآلام مبرحة عقب انتهاء مفعول (البنج) ونزل بدلاً منه (الصاروخ). ويتذكر العميل في تلك المباراة أن قائد الأهلي د. عبدالرزاق أبو داود سأله في بداية اللقاء: «أين رجلك المبنجة حتى ننهيك؟». وقد انتهت المباراة في وقتها الأصلي وشوطها الإضافي الأول بالتعادل السلبي.. وفي أواخر الحصة الإضافية الثانية اخطأ (سعدة) في كرة استثمرها (الكبش) وترجمها إلى هدف منح الأهلي كأس الملك للمرة الثالثة في تاريخه. ٭ أما على مستوى المنتخبات فقد اختير (العميل) لتمثيل منتخب الوسطى في النصف الثاني من عقد الثمانينيات ضمن الفريق المشارك في دورة المصيف لمنتخبات المناطق في الطائف حيث شارك (صالح) بجانب أشهر المهاجمين في تلك الفترة أمثال مبارك عبدالكريم، أحمد الدنيني (يرحمه الله)، مبارك الناصر. ٭ وفي عام 1392ه اعتزل (العميل) اللعب واتجه إلى جامعة الرياض حيث حصل على شهادة البكالوريوس (تجارة عامة) بالانتساب في عام 1396ه خلال فترة عمله بوزارة الدفاع. وفي عام 1401ه حزم حقائبه وسافر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد انتقال عمله إلى سفارة خادم الحرمين بواشنطن لعدة سنوات استغلها في مواصلة تحصيله العلمي بعزيمة قوية وإصرار كبير لتحقيق طموحاته في تجاوز كل الدراسات العليا بالانتساب أيضاً خلال الفترة المسائية فحصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة من الجامعة الأمريكية بواشنطن (D.C) عام 1984م فعزز هذا النجاح طموحاته في نيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية بالانتساب أيضاً عام 1995م من جامعة أمريكا الكاثوليكية - قسم العلوم السياسية التي تُعد من اعرق جامعات العاصمة الأمريكية منهياً بذلك وبتفوق قصة كفاح طويل لرجل عصامي ونجم كروي نجح في الجمع ما بين التفوق الرياضي والتحصيل العلمي الرفيع فضلاً عن اخلاقه العالية التي كانت أبرز سماته داخل وخارج أرض الملعب لتكون قصة كفاح العميد دكتور صالح العميل وسيرته العطرة وصبره وإصراره على تحقيق هدفه المنشود نبراساً يضيء الطريق أمام لاعب اليوم (الطموح)!؟