أرجع مسؤولو منظمة السياحة العربية بطئ نمو الاستثمار السياحي في دول الخليج والكثير من الدول العربية لعدة عوائق من اهمها غياب تمويل القطاع المصرفي للمشاريع السياحية لتأخر العائد المتوقع منها بشكل سريع من وجهة نظرهم، وكذلك التوجه لتمويل مشاريع وعقود أخرى تعطي عائداً مادياً سريعاً للبنوك والمستثمرين، مؤكدين انهم يعولون الكثير على البنك السياحي الذي تنتهي دراسته ووضع اسسه الرئيسة خلال الشهر القادم، حيث انه مصرح برأس مال(7,500) مليار ريال سيدفع منها مع التأسيس مبلغ (3,750) مليارريال. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مسؤولو وأعضاء المنظمة مساء الثلاثاء الماضي بمنتجع كوارل جدة السياحي وبحضور رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر الفهيد الذي أكد بدوره ان المنظمة الوليدة تحمل مهمات كبيرة لتحقيق النمو السياحي العربي، وتطوير السياحة البينية العربية التي تترواح حالياً ما بين نسبة 32٪ الى 45٪ فقط مشدداً على أن المنظمة تعمل لتحقيق اهدافها على أكثر من اتجاه ومن اهمها توفير البدائل للتمويل في مجالات الاستثمار السياحي والتدريب للكوادر السياحية وتوفير المعلومات السياحية للمستثمر والسائح وتسليط الضوء إعلامياً على الجوانب السياحية لتحقيق أكبر قدر من التفاعل لمختلف اعمال ومناشط المنظمة، نوهاً الى أن هناك تعاوناً وتنسيقاً متواصلاً مع عدد من المنظمات والاتحادات العربية والاقليمية والعالمية ومنها البنك الاسلامي للتنمية وشراكة متواصلة مع القطاع السياحي الحكومي من خلال مجلس وزراء السياحة العرب وكذلك القطاع الخاص السياحي بالعالم العربي. وقال الفهيد خلال المؤتمر إن هناك مشاريع سياحية متعددة ومشتركة بين شركات عربية ورؤوس مال عربية لها إسهامات واعمال في أكثر من عاصمة ومدينة عربية، ومنها مشاريع مستقبلية قريبة لمجموعة (قراند كوارال) بأكثر من (200) مليون دينار كويتي - مقرها الرئيسي الكويت - مشيراً الى أن المعوقات التي كانت سبباً في غياب الاستثمار العربي بدأت تتلاشى في العامين الماضين ومع وجود إنتعاش اقتصادي على مستوى الخليج.من جانبه قال سامي البدر ممثل الكويت بالمنظمة إن البنك السياحي لن يقتصر على جانب التمويل للمشاريع السياحية بل سيقدم كافة الخدمات المصرفية التي ستجعله منافساً في هذا المجال، مشيراً الى ان مقر البنك لم يحدد حتى الان. وسيعلن مع نهاية دراسات البنك الشهر القادم وسيخضع تحديد المقر لعدة معايير منها المناخ الاستثمارى وقوته ومرونة التشريعات الحكومية للمختلف الجوانب الاستثمارية، متوقعاً ان يكون البنك في احدى الدول الخليجية وخاصة في ظل وجود حركة اقتصادية منتعشة في الخليج تتضح من خلال توسع المشاريع مشدداً على اهمية وضرورة وجود بنك سياحي يحل المعوقات التي تقف امام الكثير من الراغبين في الاستثمار السياحي وكذلك في المشاريع التي تعتبر داعمة ومساندة لصناعة السياحة، وخاصة أن الكثير من التجارب العالمية في هذا المجال تبرهن على أن المشاريع السياحية قامت وتقوم على تمويل مصرفي كداعم مستمر لكافة الأنشطة الاقتصادية المهمة. وحول فتح المجال للاكتتاب في هذا البنك السياحي قال البدر إن نسبة 30٪ الى 35٪ ستكون مفتوحة للاكتتاب العام، وسيكون على أسس تجارية ربحية مما سيشجع على التوجه له. من جانبه قال سلطان ابو جابر أمين عام المنظمة إن نهضة السياحة في الدول العربية ستكون عاملاً رئيسياً وأساسياً في محاربة الفقر والبطالة في الدول العربية، وخاصة أن هناك دولاً لديها امكانات سياحية طبيعية وتحتاج توجيهاً سياحياً واستثماري لتحقيق فرص عمل تقضي على البطالة والفقر من خلال سياحة مستدامة وليست موسمية كما هو الحال في معظم الدول العربية حيث تتركز النهضة السياحية في أسابيع محددة من الصيف فقط، مشيراً الى أن التسويق السياحي المشترك لبرامج سياحية توجه لكل الفئات وتركز على السياحة الحقيقية التي تثري ثقافة الشخص وتوفر له المتعة في الوقت نفسه، وليست سياحة ترفيه فقط.وقال ابو جابر إن الأعتقاد بأن السياحة توجه نحو الترفيه غير البرى لفئة الشباب لايمثل النسبة الكبيرة كما يعتقد البعض حيث ان الأحصائيات تؤكد أن السياحة المثالية التي يقوم بها العرب تمثل نسبة 70٪، وهناك حرية شخصية للتوجه نحو اللهو المحرم لايمكن أن نقيس عليه ونعده هو الأساس للسياحة العربية، وبين ان التباين بين الدول العربية لن يكون عائق تطوير البنية التي تحتاجها السياحة متى ما وجد رأس المال والتسهيلات الحكومية، وهناك امثلة أكدت ذلك على المستوى العربي. وكشف الفهيد عن تنظيم أكبر ملتقى للسياحة العربية في مدينة جدة بعد عشرة أسابيع تقريباً بالتنسيق مع الهيئة العليا للسياحة بالمملكة، وسيكون متاحاً للقطاع السياحي العربي العام والخاص، وسوف يسهم في ترويج برامج تسويقية لسياحة مشتركة ومستدامة على مستوى العام منوهاً في هذا الصدد بالدعم الذي تلقاه المنظمة من دولة المقر المملكة لاقامة مثل هذة المناشط السياحية. وحول عوائق التأشيرات العربية لزيادة النشاط السياحي بين الدوال العربية قال ان ذلك محط نظر وزراء السياحة العرب وبالتنسيق مع وزراء الداخلية، وسيكون لوجود تسهيلات أكثر دور في نشر السياحة ونمو الأستثمار فيها.وعلق عضو منظمة السياحة العربية عبدالعزيز المرى على التأشيرات السياحية، مؤكداً ان هذا الأمر يعتبر محلولاً في ظل انظمام أكثر من دولة عربية لمنظمة التجارة العالمية وهناك دول أخرى في الطريق إذا ما علمنا أن من انظمة هذه المنظمة العالمية السماح لكل المنظمين لها للنقل بين بلدان العالم من المطارات مباشرة ولفترة تصل لستة أشهر وليس هناك شروط تقيد ذلك، مثل شرط المحرم لدخول المملكة بالنسبة للنساء. وتحدث المري عن جانب إسهام المنظمة في التدريب والتعليم السياحي المتخصص الذي يوفر كوادر مدربه في هذا المجال مؤكداً ان التدريب محور أساسي وخاصة في ظل الحاجة الملحة لعمالة مدربة ومتخصصة في المجالات السياحية وفق معايير عالمية ومهارات، مشيراً الى أن هناك اهتماماً بهذا الجانب من بعض الدول العربية، وسوف يكون للمنظمة دور أكبر من خلال معاهد متخصصة للتدريب في هذا المجال، وتطبيق خبرات أوربية من خلال متخصصين ومدربين في بعض البلدان العربية. وأضاف الفهيد أن هناك اتفاق مع الحكومة القبرصية لتقديم منح دراسية في المجالات السياحية لطلاب عرب، وهناك في مكة حالياً اكاديمية (كوارال) لتقديم التدريب في المجالات السياحية والفندقية المختلفة ويرأسها فخرياً سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، وسيكون للمتدربين من خلالها فرص عمل سياحية جيدة.وحول دعم الدول الفقيرة سياحياً قال الفهيد إن المنظمة تهتم بهذا الجانب خاصة أن هناك دول الفقيرة وهي تملك مقومات سياحية طبيعية وسيكون لمجلس الأعمال المرتبط بالمنظمة دور في ذلك من خلال تقديم المشورة، وتوضيح الفرص الاستثمارية لهذه الدول وبيان طرق مختلفة للاستفادة من هذه الفرص دون الزام للدول يعارض سيادتها بالطبع، وهناك اجتماع لهذا المجلس في شهر مايو القادم 2006 سيضع رؤية افضل لمختلف جوانب الدعم التي توضح الفرص الاستثمارية عربياً.وأشار مسؤولو المنظمة الى اهتمامهم بالجوانب التقنية الحديثة التي توضح الفرص السياحية الاستثمارية في العالم العربي وذلك من خلال موقع (اجازتي) الالكتروني على الشبكة العالمية، حيث يوضح للسائح المواقع السياحية العربية، وحتى الآن هناك معلومات عن السعودية ومصر، كما يتاح من خلال المواقع تبادل الحوار العربي السياحي، وهناك مقترح للتواصل بين المسؤولين في السياحة العربية والمستهلكين للمنتج السياحي من خلال الموقع. واعلن الفهيد عن إصدار موسوعة عن السياحة العربية والمواقع السياحية في العالم العربي مطبوعة ونسخ الكترونية باللغة العربية والانجليزية والفرنسية، كما أن هناك فيلماً قصيراً نتمنى أن يعرض في كل الدول العربية حيث يتحدث عن المعالم السياحية عربياً بشكل سريع في دقيقيتن أو ثلاث عن كل دولة، ولم يعرض للأسف حتى الآن سوى من قبل قناة السياحة العربية التي ترتبط مع المنظمة باتفاقات مشتركة.