تحادثين الغير.. من ادعوهم انا (سائر الناس).. حين اصبح كل شيء معك ولا شيء بدونك بعد ان عرف انتشائي عطرك، نورك.. وعرف خوفي امانك، فذاب فيه واختفى.. لم يعد في الناس سواك.. لم اعد اراهم واسمعهم.. لا اجد لأحاديثهم وقع في اذنيّ.. امتزجت كل الملامح وغابت في وجهك.. تحادثينهم بهدوء وبراعة.. تبدين لي غاية في الثقة.. وتبدين لهم.. عادية متوترة ربما.. واقعيتك وسذاجتك.. جعلتني انظر إلى الامور من منظور اخر عدا الذي اجد نفسي مجبراً على استخدامه.. كلما كنت أنت على مد النظر.. اصبحت امعن النظر فيك بين حين وآخر.. واقول لنفسي هي كأي اخرى.. انظر كم تبدو اعتيادية.. لا تختلف عن سواها.. واكثر من عبارات كهذة.. كذبات اسردها لنفسي وهي تغفو.. وحين تفيق بين اضاءات عيونك التزم الصمت.. اه.. اصبحت اكثر من الاهات.. ولا ادرك ما يؤلمني حقاً.. اه.. يا المي انت.. لم قد اشعر ان حديثك لسائر الناس هو خسائر اخرى اجنيها.. وكأني اريد احتكر كل دقيقة من.. وقتك.. وكل حديث لك.. وكل نظرة من نظراتك التي يغتسل منها الحلم كل مساء انا لا اجرؤ على رغبة كهذه.. أجد في مخيلتي مئة سبب يحذرني بحزم انه الانتحار بعينه.. فانا اظن انه عليك الابتعاد قليلاً.. ولكن شرط ان لا تزوري ارض النسيان.. وعليك التزام الصمت احياناً حين تكونين بالقرب مني.. لكن دون ان تفقدي فرحة اللقاء.. وان تضيعيني وتعودي للبحث عني.. لو حدثتك حقاً بهذا الاعتقاد لاستنكرته بالتأكيد.. لقلت ان من يحب بصدق.. يتعذر عليه الابتعاد والنسيان.. ويعجز عن ارتداء الصمت والبرود في وجود من يحب.. هو الكبرياء والمنطق - يا صغيرتي - اللذين يضطرانك لقتل كل اندفاع احمق باتجاه من تحب يكتسب صفة الحمق بعد أن يصطدم بسذاجة الاخر وبروده.. وانا اعلنت اخيراً طواعيتي لهما.. بعد ان اصطدم احساسي مراراً ببرودتك.. أو ربما سذاجتك.. او ربما هو امر اخر ظللت اصطدم به فأفقد وعيي.. وبقيت اجهله.. ربما هو عنادك.. هل تملكين عناداً.. اتكونين بهذا الذكاء والاصرار.. والخبث.. اهو تحد تواجهينني به.. اذن اعلن استسلامي ان كان هذا يرضيك.. ويكفك عن الاستمرار في تحد لا نملك له وقتاً.. وقد اخذ منا التعب كل مأخذ.. اعلمت كم انا مرهق ومتعب.. لو انك حاولت - بين احاديثهم - القاء نظرة سريعة الي.. لابصرت كل الم المتعبين يرتسم على ملامح باسمة صامدة.. ولكنك تنشغلين تماماً بهم.. باحادثيهم البالية.. وارواحهم الجافة.. ووجوههم التي تشبه سائر الوجوه.. لست غاضباً.. او حتى عاتباً.. انا متعب فقط..