أبان الشيخ حمود بن محسن الدعجاني إمام مسجد الصرامي بحي الشهداء بالرياض أن ظاهرة إيذاء الزوجات تفشت في الآونة الأخيرة، وقال إن ذلك ناتج عن عدم ثقة في شخصية الزوج وقال: إن الاعتداء الجسدي على المرأة وإهانتها مما تساهل فيه بعض الناس يدل على ضعف العقل والدين لأن الواجب على الزوجين المعاشرة بالمعروف وتبادل المحبة وحسن الخلق وطيب العشرة كما قال الله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف} وكما قال صلى الله عليه وسلم «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائه وأنا خيركم لأهلي» والغالب على النساء أنهن ضعيفات بالنسبة للرجل وهو أقوى على ظلمهن فالواجب عليه أن يتقي الله ويصاحب زوجته بالمعروف لا بالظلم والايذاء والعنف والشدة والهجر بغير ذنب لأن ذلك مما يسبب سوء الحال بين الزوجين. وليعلم الزوج أن المرأة الغالب عليها العوج وعدم الاستقامة لكن قد يقل أو يكثر فعليه أن يغض البصر عن كثير من اعوجاجها ويجتهد في اصلاحها وارشادها بالتي هي أحسن بالرفق واللين وحسن الخلق حتى تستقيم الحال وتستمر العشرة وتبقى المودة. وليعلم أيضاً أنه هو لا يخلو من عيب فعليه أن يصبر عليها كما تصبر هي عليه في بعض اعوجاجه ومن دقق في العيوب وأراد من المرأة أن تستقيم في كل شيء فإن هذا لا يتم له بل يبقى معها في عذاب ونكد أو يفارقها وقد جاء بسند حسن عند الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: ما حق زوج أحدنا عليه؟ قال: تطعمها إذا أكلت، وتكسوها أذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبّح، ولا تهجر إلا في البيت. ففي هذا الحديث النهي عن الضرب في الوجه ويجوز الضرب في غير الوجه عند الحاجة عند عدم استقامتها وتأثرها بالنصيحة والهجر فيكون الضرب آخر الوسائل ويجتنب الوجه والمقاتل كالرأس بل يضرب ضرباً خفيفاً في الألية أو الكتف أو الفخذ هذا إذا كان الضرب ينفع أما إن كان الضرب لا ينفع بل يزيدها شراً فلا ينبغي أن يضربها بل يعالج الوضع بعلاج آخر غير الضرب، أما ما يفعله بعض الناس اليوم من الضرب الشديد الذي قد يصل إلى حد الإغماء أو إحداث الجروح والكسور فهذا معصية لله وفيه مخالفة لشرعه ويدل على الجهل وضعف الإيمان فعلى الزوج أن يحذر من ذلك ويحذر أيضاً من كل ما يسبب سوء الحال وتغير الأحوال وبغضها له ونفرتها منه.