تعليقاً على ما جاء في مقال الأستاذ سعود بن عبدالرحمن المقحم في العدد الصادر يوم الاربعاء الموافق 18 من ذي الحجة لعام 1426ه حول موضوع «تعدد الزوجات» لنناقش الأمر من عدة زوايا.. ولا نريد أن نأخذ هذا الأمر من وجهة نظرك أنت فقط.. أولاً: قال تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} إذن اشترط الله في هذه الآية الكريمة العدل لمن أراد التعدد وهذا شيء لا يستطيع الرجل أن يطبقه فرسولنا الكريم قال: اللهم لمني فيما أملك ولا تلمني فيما لا أملك، ..والقلب إذا مال لإحدى الزوجات فهو ميل خارج عن سيطرة الرجل ربما ليس في هذه مزايا ولربما كانت الأخرى أفضل منها ولكن لكل رجل أسبابه التي تجعله يفضل زوجة على الأخرى، فإذن لا يستطيع الرجل العدل. ثانياً: لماذا تعدد الزوجات فنحن في زمن كثرت فيه المشاكل والمصاعب وأصبح الرجل بالكاد قادرا على رعاية أسرته فهو ليس بحاجة إلى امرأتين تدور رحى الحرب بينهما ليل نهار والمتضرر في الأول والأخير هو هذا الرجل.. ثالثاً: يجب أن ننشر الوعي بين أولياء الأمور للحد من انتشار العنوسة ..فإذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رابعاً: اختلف معك تماما في مسألة أن المرأة في سن الأربعين قد تتوقف عن الانجاب فبالتالي يحق للرجل أن يتزوج أخرى حتى تنجب له، طالما أن الآلة الأولى قد توقفت.. ألم تسأل نفسك عندما يرزق الرجل بطفل وهو في الخمسين من عمره فمن سيربي هذا الطفل ويهتم به ويقوم على تنشئته النشأة الصحيحة في زمن طغت فيه التكنولوجيا وأصبح كل شيء حولنا مخيفا فهذا الطفل يحتاج إلى أب يرعاه ويعتني به ويناقش مشاكله لا لجدٍ لا يتحمل بكاءه في صغره ومتطلباته اذا كبر. وعندما يبلغ هذا الطفل سن العشر سنوات يكون الأب قد بلغ الستين فهل لديه التفرغ التام لابنه كما كان متفرغا في السابق لأبنائه من زوجته الأولى بالتأكيد لا. أخيراً ياسيدي الكريم.. يُعدد الزوجات من ألهمه الله خوفا في قلبه من أن يظلم احدى زوجاته أو أبناءه. ومن كانت زوجته مريضة بمرض أقعدها أو منعها من الإنجاب. لكن أن يتزوج الرجل على حساب زوجته وأولاده لمجرد نداء فطري فأظن أن راحة البال مع أسرته أفضل بكثير من أي نداء.